← Back to Tweets
This content has been automatically translated. View original in Arabic

اتصل بي شخص يقول أنه تعرض قبل فترة لظرف سبب له ألماً شديداً...بغض النظر عن نوع الألم نفسي أم معنوي وعن سببه. قال لي: (ن…

١٨ يوليو ٢٠٢١
اتصل بي شخص يقول أنه تعرض قبل فترة لظرف سبب له ألماً شديداً...بغض النظر عن نوع الألم نفسي أم معنوي وعن سببه. قال لي: (ن…

اتصل بي شخص يقول أنه تعرض قبل فترة لظرف سبب له ألماً شديداً...بغض النظر عن نوع الألم نفسي أم معنوي وعن سببه.

قال لي: (نتيجة لهذا الألم حصل عندي نوع اعتراض في قلبي على قضاء الله. المشكلة أني سأمر قريباً بظرف مشابه وقد أعاني ألماً مشابهاً مع أني أخذت بالأسباب، وأخشى أن يقع في قلبي هذا الاعتراض. فماذا أفعل؟).

وأحب أن أشارك إخواني الجواب للفائدة: بالإضافة إلى التذكير بأن هذه الدنيا دار بلاء، وإلى تعليق النفس بالأجر والآخرة، من المهم في مثل هذه الحالة عزل هذا الشعور السيئ (الاعتراض على القضاء) عن النفس، بمعنى أن تكره هذا الشعور ولا تكره نفسك. فالذي يخاف على نفسه من هذا الشعور ويلجأ إلى آخرين ليساعدوه على التخلص منه، فإن الذي يدفعه لذلك محبة الله وتعظيم الله. فعليه أن يحب هذا الجانب من نفسه، ويعلم أن هذا الجانب هو الأصيل في نفسه. بينما الاعتراض شعور طارئ، ليس جزءاً من تركيبته النفسية، فيستعين بالله على دفعه، لا أن يترك هذا الشعور يبعده عن االله...خاطب نفسك: (أنت لست شخصاً سيئاً معترضاً على الله، بل وقع في نفسك هذا الشعور السيئ "الغريب عنك" الذي يدفعك إلى كنف الله لتحتمي به من هذا الشعور).

هذا مهم لأن من وسائل الشيطان أن يجعلك تكره نفسك فتُرخي يديك عن حبل الله لترتمي في وديان الشك والسخط...ويوهمك بدايةً أن جلد الذات ومقت النفس هو المطلوب حيال هذه المشاعر السلبية ! بل اعزل هذا الشعور وأكثر من الدعاء والأعمال الصالحات ليعينك الله على التخلص منه، فينقلب الشعور مزيد قربى.

فائدة أخرى: أن الإنسان إذا أصابه شيء من هذه المشاعر السلبية فإن سؤاله لمن يستطيع بالفعل أن يعينه هو عبادة يؤجر عليها، وعزلك لهذا الشعور عن نفسك يعينك على ألا تستحي من سؤال أهل العلم، لأنك لا تعتبر هذا الشعور يدل على سوءٍ أصيل لديك. بينما المنافقون كانت بداية هلاكهم أنه وقعت لديهم أعمال قلوب خبيثة، من اعتراض وكراهية للدين وحب للكفر وأهله، لكنهم ما كانوا حريصين على التخلص منها، ولم يسألوا ولا لجؤوا إلى الله لينجوا، بل كذَبوا ليخفوها وعملوا السوء فنمَّوها حتى أهلكتهم: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).

اللهم طهر قلوبنا.