فك تثبيت
→ جميع الحلقات حلقة 35 من 69

رحلة اليقين ٣١: صح النوم

السلامُ عليكُم. تعالَوا نرى هل كلُّ ما يَدرُسه أبناؤُنا في المدارسِ والجامعات...حقائق؟ أَم أنَّ هناك جوانبَ مسيَّسة يتمُّ فيها تضليلُهم بخرافاتٍ، تعارضُ حقائقَ مثبتة من (130) عامًا؟ تعالَوا نَقُصُّ عليكم قصَّة صادمة تُلخِّصُ لنا الكثير عن العِلْم والعُلماء الغربيّين إنَّّها قصَّةُ "الأرجلِ الخلفيّةِ للحوت" فتابعوا معنا لو سألتَ أتباعَ خُرافةِ التَّطوُّر: ما أوضحُ أمثلةِ التَّطوُّر عندكم؟ لقالوا لك: تطوُّر الحيتان. - هاتوا لنا دليلًا على تطوُّر الحوت يقولون: العظامُ الخلفيَّةُ في الحوت؛ ففي مؤخِّرة الحوت عَظْمَتان، لا فائدة لهما فواضحٌ أنَّهما بقايا عظام حوضٍ ورجلين لحيوانٍ بريٍّ، عاش قبل (52) مليون سنة، ثم حصلت له طفَرات عشوائيّة وانتخابٌ طبيعيّ إلى أن تحوَّل إلى الحوت الذي نراه وبقيت هاتان العظمتان شاهدتَيْن على الصُّدَفِيَّة واللاقَصديَّة. فلو كان اللهُ خَلَق الكائنات فلماذا يضعُ في الحوت عظامًا بلا فائدة؟ ولعلَّ أوَّل من وَصفَ هذه العِظام أنَّها بلا فائدة: كتاب "بيولوجي باي كيرتيس آند بارنيز" Biology by Curtis and Barnes عام 1989، قائلًا أَنَّها: useless vestigies أي: بقايا أثريّة بلا فائدة ثُمَّ تَبِعَهُ على وَصْفِ هذه العِظام أَنَّها بقايا بلا فائدة معظمُ -إن لم يكن- كُلُّ كُتبُ عِلم الأحياء في الجامعات الغربيَّة والمُعْتَمَدةُ كذلك في الجامعات العربيَّة مثل كتاب جلينكو بيولوجي "Glencoe Biology" وكتاب مودرن بيولوجي "Modern Biology" وكتاب: بيولوجي باي ريفن آند جونسون "Biology By Raven and Johnson" وغيرُها، وغيرُها. لا يكادُ يَخلو كتابٌ بيولوجي يدرُسُه طلاب الطِّب، والصيدلة، والتمريض، والأحياء، وطُلاَّبُ المدارس في البرنامج الدَّوليّ الـ آي جي "IG" والـ "SAT" سات، لا يكادُ يخلو مِن هذه الرُّسومات والعبارات المؤكِّدة على انعدام وظيفةِ هذه العِظام. وهذا كلُّه تحت عنوان: "أدلَّة التَّطوُّر". ولا تكاد تستمِع لأحدِ عَرَّابي الخُرافة إلَّا ويَتكلُّم عن هذه العِظام مُنتشيًا كدليلٍ على التَّطوُّر، مثل جيري كوين: وريتشارد دوكنز: ثم ماذا حصل؟ عام 2014 نشَرتْ إحدى المجلات التَّطوّريِّة بل مجلَّةٌ تَسمَّت باسم الخرافة، وهي مجلّة إيفولوشن (Evolution) نشرت بحثًا بعنوان: "الانتخابُ الجنسيّ يستهدف عظام الحوض لدى الدلافين والحيتان". وفجأةً، بعد هذا البحث امتلأت مواقع الأخبار بعناوينَ مثل: "تكاثُرُ الحيتان يعتمدُ بشكلٍ كبير على عظام الحوض". - معقول؟! يعني لها فائدة؟ - ليس فائدة فقط، بل لا بُدَّ منها للتكاثر، ولولاها لما وُجدت هذه الحيتان. حتى قال هذا الموقع: "دراسةٌ حديثة، قَلبَتْ مُعتقدًا تطوُّرِيًّا عريقًا رأسًا على عقِب، بإثباتها أنَّ عظام الحوض لها دورٌ مهمٌ في التَّزاوُج. وهذا موقع Smithsonian.com -المتعصِّب جدًّا للخُرافة- يُعَنْوِن: "الحيتان تستفيد من عظام حَوضِها". طيِّب ممتاز... هل اعترفَتْ هذه المواقع إذن بأنَّ هذا يُضعِف خُرافةَ التَّطور، بعد انهيار دليل كانوا يُعولون عليه كثيرًا؟ طبعًا لا! بل حَشَرَتْ كلماتٍ تطوُّريَّة: إيفولوشينري "evolutionary"، وإيفولوفد "evolved" في مطلع مقالاتِها، وعَزَتْ للتَّطوُّر الفضلَ في هذه العظام ووظيفتها. لسانُ حالِهم، ولا بُدَّ للحقِّ أنْ يَندثِر لأجلِ الُخرافةِ أن تستمر ومَن يَتعَوّد ركوبَ العِناد يعِشْ أبدَ الدَّهرِ بين الحُفر ومع ذلك... نحبُّ أنَّ نقول لهذه المواقع الكثيرة الَّتي نشرَت الخبَر: "صَحِّ النُّوم" فالورقةُ العِلميَّة لمجلة Evolution والّتي أثارت هذه الضَّجّة لم يكن موضوعُها إثباتَ أنَّ عظامَ الحوض أساسيَّةٌ في التَّزاوج بَلْ هذه حقيقةٌ مسلَّمٌ بها معروفةٌ مُنذ القِدَم كما يتَّضِحُ من مقدَّمات هذه الورقة. أتباعَ الخُرافة، ألا تقرؤون؟! أنا عن نفسي كلّفتُ نفسي أن أقرأ في الورقة، فوجدتُ في مقدِّماتها هذه الفقرة التي تَنُصُّ على أنَّ كثيرين توهَّموا أنَّ هذه العِظام بلا فائدة، وأنَّ ذلك ليس صحيحًا، لأنَّها مُهِمةٌ للتَّزاوج. وبدأوا يشرحون أهمِّيتها المعروفة أصلًا للتَّزاوُج وأسماءَ أبحاثٍ علميَّة (11) بحثًا علميًّا تُفصّل في هذه الأهميّة، ووضع الباحثون رسمًا يبيِّن ارتباط هذه العظام بالأعضاء التّناسليَّة في الحيتان. إذن، فوظيفة هذه العظام في تزاوج الحيتان معروفة أصلًا. ولم تكن هي موضوع هذه الورقة البحثيَّة عام 2014، وإنَّما كان موضوعُها: دراسةَ الفروقات بين شكل هذه العظام في الأنواعِ المختلفة من الحيتان والدَّلافين، وإظهارَ أنَّ أحجامَها وأشكالهَا متناسقةٌ مع الأعضاء الدَّاخليَّة للحوت أو الدُّلفين، بما يساعدها في التَّزاوج يعني، مرَّةً أخرى: ما يَصنعُ منه أنصارُ الخُرافة شُبهةً ليَفتِنوا المخدوعين بهم، يتحول بالعلم الصّحيح إلى دليل جديد للعقلاء على الإتقان والإحكام، وأَنَّ كلَّ شيءٍ مُقدَّرُ تقديرًا. لحظة... دعونا نعود للأبحاث السَّابقة التي أوردتها هذه الورقة كأبحاث تفصّل في دور هذه العظام في التزاوج. المفاجأة الغريبة -إخواني- هي أنَّ أوَّلَ ورقةٍ عِلميَّة تكلَّمت عن أهميَّة هذه العظام في التَّزاوج هي ورقة ستروثرز "Struthers"عام 1881. 1881 أي قبل موت داروين نفسِه بسنة. يعني حقيقة أنّ هذه العظام مهمّةٌ للتَّزاوج كانت معروفةً من أيَّامِ داروين وليس ببحث 2014 كما توهَّمت المواقع "العلميَّة". بل كانت معروفة من أيَّام جدِّ جدِّي -رحِمهُما الله-. ستروثروز هذا، كان من أتباعِ الخُرافة رجَعْتُ لورقته أيضًا، فوجدتُ أنَّه دَرَس هذه العظام بالتَّفصيل ورسمَها ثم شرح -بالتَّفصيل- علاقتها بالأعضاء الجنسيَّة في الحيتان. ستروثرز يقول أنَّ هذه العِظام بقايا أرجلِ كائناتِ تطوَّرت عنها الحيتان وأَنَّ وظيفتها في الحيتان تغيَّرت لتُصبحَ مُنحصرةً في التَّزاوج دعونا الآن من هذه المكابرةِ المضحكة لإثبات الخُرافة. المهمُّ أن ستروثرز، -وقبل أكثر من (130) عامًا من الآن- وضَّح أهمية هذه العظام بالتَّفصيل. وجاء مِن بعدِه كثيرٌ من الباحثين ليؤكّدوا الحقيقة ذاتها في أبحاثهم المنشورة عام 1885، 1907، 1918، 1922 1932 1966، 1998، 2004، 2007، 2009. كلُّ هذه الأبحاث تَذكُر حقيقةَ دورِ العظام في التَّزاوج كحقيقةٍ مسلَّمة وتَنتقلُ لموضوعٍ آخر أكثرَ تفصيلًا. لكن لحظة... أليسَ هذا كلامًا مُضحكًا؟ افتراضُ أنّ عظامًا كانت للمشي، أصْبَحَتْ للتَّزاوج؟ عظمة الفَخِذ (Femur) كيف افترضَ ستروثرز أنَّها تطوَّرَتْ لعظامٍ ترتبطُ بالأعضاءِ الجنسيّة لدى الحوت لتساعده على التَّزاوج؟ كيف افترض ذلكَ هكذا بلا دليل؟ خربانة خربانة! لماذا لا نَشْطُبُ حقيقةَ أنَّها تُساعدُ على التَّزاوج؟ ونُبقي افتراضَ: أنَّها تطوَّرَتْ عن كائنٍ برِّيّ؟ هذه اللمسة السّحريّة هي التي قام بها كتاب: "بيولوجي باي كيرتيس أند بارنيز". فبدَل جملة : "هذه العِظام بقايا تطوُّرِيَّة مُهِمَّة في تزاوج الحيتان". أصبَحتْ الجملة: "هذه العظام بقايا تطورِية، وهي بلا فائدة". ثُمَّ تبع "بيولوجي باي كيرتيس آند بارنيز" عددٌ ضخمٌ من الكتبِ المُعْتمَدة كما رأينا. -كُتبٌ مُعْتمَدة، يدرَّسها دكاترة، وبروفيسورس في الجامعات، وتخضعُ للتَّدقيق، والمُراجعة والتَّحديث، كل سنةٍ أو بِضعِ سنين؟ -نعم، كيف؟! في خواتيم ورقة الـ Evolution الَّتي أحدثت الضَّجةَ عام (2014)، يعيدُ الباحثون -وَهُم من أتباعِ الخُرافةِ أيضًا- يعيدون التَّأكيد على دورِ هذه العِظام، في تزاوج الحيتان، ويصفون من يقولُ بأَنَّها غيرُ مُهِمَّة: بأنَّهم غيرُ مُتَخصِّصين في الحيتان. غيرُ مُتخصِّصين؟ طيِّب، أين المتَخصِّصون؛ ليُنبِّهوا على هذا الخطأ الفادح الذي لوَّث كتب البيولوجي بخرافةٍ تنُاقضُ حقيقةً معروفةً من (130) عامًا؟ لذلك نقولُ للمواقع العلميَّة التي نشرتْ أنَّه تمَّ -أخيرًا- اكتشاف فائدةٍ للعظام، في مؤخرة الحوت. نقولُ لهم: "صَحِّ النُّوم". هذه الحقيقة، معروفةٌ من (130) عامًا. لكنَّ كثيرًا من أتباعِ الخُرافة لا يُكلِّفون أنْفُسَهم أنْ يقْرأوا لذلك نوجِّه لأتباع الخُرافة نصيحةً، اسمعوها: "عشان هيك، في العلم ما يِنفَعِش تروح تجيب كتاب من (100) سنة، وتقول لي أنا أنتقد التَّطوُّر ما ينفعـ... العلم لا بُدّ فيه إيه؟ من تحديث مستمر يعني إذا اعتمدت اعتمادًا كليًّا على كتاب مؤلَّف قبل حتى 5 سنوات و 4 سنوات، ممكن تقع في فضائح علميَّة تتكلَّم في العِلم بدَّك تُتابع باستمرار العِلم ما في عنده نوم، ما فيش واحد ينام ويقوم يتابع في العِلم ما ينفعش". بالضَّبط، أحسَنْت، شُكرًا. تعالَوا نرى مُواكبةَ العِلم حنقول طيب دول الطرفين إيه؟ هذان الطَّرفان الخلفيان في هذا الجسم الضَّخم المُنساب الذي يعوم في الماء صحيح، مش موجود طرفين خلفيَّيْن؟ لكن إذا نفذَتْ إلى إيه البنية الدَّاخليَّة ستندهِش هنا، وستجد مجموعة عظام صغيرة صغيرة أصغر بكثير من العظام إيه الموجودة في الزعنفة. لكن هذه العظام عند دراستها والتَّدقيق فيها، يَضَح تمامًا أنَّها عظام طرفين خلفيَّيْن، عظام باقية طبعاً هذه لا تفيد، بإجماع علماء الأحياء على الإطلاق. هذه العظام داخل البدن، واضح؟ وواضح أنها غير متكيَّفة بالمطلق، البتّة لحيوان بهذا الشكل الُمنساب الذي يعوم في الماء مالهاش أية فائدة، وغير مطلوبة لماذا إذن هي موجودة؟ لماذا هي مغروسة في آخر هذا الجسم؟ إنَّها البقايا الأثريَّة، طبعًا... من طرفين خلفيَّين، كانا في يوم من الأيَّام مفيدين وضروريَّين لكائن Tetrapodo " "رباعيّ الأطراف" يمشي على أربع. طبعا ما يمشيش، إيه ، في الماء أكيد كان يمشي، إيه، في البرّ أدلَّة عجيبة وغريبة، آه، أدلَّة عجيبة وغريبة طبعًا هذه لا تُفيد بإجماع عُلماء الأحياء على الإطلاق. طبعًا هذه لا تفيد بإجماع عُلماء الأحياء على الإطلاق. يعني هناك أناسٌ نقول لهم: صَحِّ النُّوم، وهناك من لم يصحُ بعد. تعالوا نرى ما يُلقَّنُه أبناؤُنا في الفيديوهات المُترْجَمة إلى العربيَّة والمنشورة عام 2016 من باب تنوير العقل ونشر العلم، حسب زعمهم: (صوت معلِّق) : الحيتان الحديثة لا تملك أرجلا ولكن لديها زوج من العظام الصغيرة الغريبة حيث من المفترض تواجد الوركين والسَّاقين ها هنا صورة لهذه العظام هل هذا التَّشابه مُجرَّد صُدفة؟ أم هذه عظام أرجل حقيقيَّة؟ ربَّما بقايا من التاريخ التّطوّريّ للحيتان بل تعالوا نرى الكُُتبَ العالميَّة المعتَمدة الأكثرَ شُهرةً، والتي يدرُسُها أبناؤنُا في الجامعات والمدارس، خاصة نظام الآي جي والأس إي تي. طبعًا أكيد، استحوا على دمهم من هذه الفضيحة وعَدَّلوا الخطأ، أليس كذلك؟ تعالَوا نرى هذا كتاب هولت بيولوجي "Holt Biology" الذي يُدرَّس لأبناءِ المسلمين في البرنامج الدَّولي إس إي تي طبعة 2011 لا زال يُضلِّلهم بعظامِ الحيتان الخلْفيَّة فارجع اليومَ إلى ابنِك و بنتِك -أخي-، وأَطْلِعْهُم على هذه الحَلَقة ليَعلَموا كيف يُضْحَكُ عليهم ماذا عن كتاب "بيولوجي باي ريفن اآند جونسون" "Biology by Ravan And Johnson" العالميّ المعروف في أحدثِ طبعةٍ مِنه عام 2017 لا مش معقول، أكيد عدَّلوا الخطأ، أليس كذلك؟ تعالوا نرى صفحة (434) ليس بعد! لا زال يعيدُ الكِذبَة نفسَها، ويقولُ للطُّلاب عن هذه العظام: "have no appearant function" ويقول للطُّلاب: "من الصَّعب فَهم هذه الأعضاء فاقدة الوظيفة إلا على أنَّها بقايا تطوّريَّة من الماضي". هذه الفضيحة -إخواني- تُشبِه فَضيحةَ رُسومات "هيكِل" للأجِنَّة التي بيَّنَّا في حلقةِ: "في سبيل الخُرافة" أنَّه تمَّ كَشفُ زَيفِها قبل أكثرَ مِن قرن عام 1909 ولا تزال الكتُبُ المعتَمَدة "Text books" والمواقع المؤيِّدةُ للخُرافة تتداولها إلى يومنا هذا جنبًا إلى جنب، مع خُرافة أنَّ عظام خلفيَّة الحوت بلا فائدة، وكثيرٍ من الُخرافات. وهذه الكُتُبُ نفُسها لا زالت تقول عن الزَّائدة الدوديَّة أَنَّها بلا وظيفة كما في "بيولوجي باي ريفن أند جونسون" طبعة 2017 صفحة (992). مع أنَّنا بيَّنَّا في حلقة: "أَحْرَجتُك" أنَّ أتباعَ الخُرافة أنفَسَهم كشفوا من سنواتٍ طويلة عن أنَّ هذه كِذبةُ أيضًا وبعضُ هذه الكُتب يحملُ اسم: "Modern biology" "البيولوجيا الحديثة" حديثة! ولم تحدِّث معلوماتِها من (130) سنة. لسانُ حالهِم: وفيها إيه يعني؟ محنا مؤْمِنين بالتَّطوُّر والتَّطوُّر يأخذ ملايين السِّنين وبالتَّالي فبعد ملايين السِّنين ستجد هذه المعلومة (بالإنجليزي) "الأثريّة": قد زالت من كُتُبِنا لكن أبُشِّركم -إخواني- عام 2018، يعني قبل شهور أو أسابيع من الآن فقط تمَّ إصدار الطَّبعة الخامسة من كتاب: "إيسينشلز أوف بيولوجي " "Essentials of Biology" من مطبوعات ماك جرو هيلز "McGraw-Hill’s " العالميَّة المعروفة وللأمانة لم يُكرِّروا نَفس الكِذبة خلاص، رائحتُها فاحَتْ فماذا فعلوا؟ هل اعترف المؤلفون بأنَّ هذهِ العِظام أساسيَّةٌ لبقاءِ الحيتان، واعتذروا عن خطأ الطَّبعات السَّابقة؟ طبعًا لا، طبعًا لا! بل لم يضعوا هذه العظام الخلفيَّة أصلًا ولا كأنَّها موجودة مهيَّا بصراحة، فضيحة شيءٌ استَخدَمتَه دليلا لك لعشرات السَّنوات ينقلبُ دليلًا عليك؟! إذن لا داعيَ لذِكرِه لا تذْكُرْه أَصلًا لكن، ماذا نَعملُ بتطوُّر الحيتان الذي نعتبره أوضحَ مثال! خاصةً وأنَّ كلَّ حلقة من الحلقات المدَّعاة لها قصَّةٌ كوميديَّة، كما سنرى -بإذن الله- لذلك نقلوا كِذْبةَ العِظام بلا فائدة إلى كائن آخر في سُلم تطوّر الحيتان المزعوم إنه الـ"رودوسيتُس" "Rodhocetus" - مين عفوًا؟ - رودوسيتُس - تشرَّفنا. - طيِّب، ممكن نشوف الأَخ، ونفحصه علشان انشوف قِصَّة عظامه هو الآخر؟ -لا معلش، مات. -مات؟! متى؟ -قبل (30) مليون سنة. -تِقْدَر تِثبت أنَّ كلامَنا خطأ وعِظامَه ما كانتشي على الفاضي؟ نتحدَّاك. وتجدُ كتابَ الـ 2018، يكرَّرُ كِذبةً أُخرى عن البروزات في مؤخِّرة الأَفاعي فيدَّعي أنَّها بقايا تطوُّرِيَّة بلا فائدة بقايا لأرجلِ كائن ٍرباعيِّ الأطراف تطوَّرَت عنه الأفاعي. نفس الكِذبة التي تكرِّرها كتب أخرى مُعتمدة مع أَنَّه مُكتشفٌ أيضًا منذ (40) عامًا على الأقل في أبحاثٍ عِلمِيَّة منشورة، أنَّ هذه البُروزات: "خطَّافات" كلوز أو سبيرز "Spears" تساعدُ الأفاعي أثناء التَّزاوج وفي الصِّراع بين الذُّكور وليست أَرجُلًا بلا فائدة، كما يروِّج مُحتَقرو عُقول النَّاس. ربَّما علينا أنْ ننتظرَ (130) سنةً أخرى؛ لتُخبِّئَ الكتب هذه الكِذبة، وتطوي صفحتَها ريثما تكون قد اكتشفتْ كِذْبات جديدة تُبقي الخرافةَ معلَّقةً على جُسورها فلا تسقط... وهكذا يَبحثُ أتباعُ الُخرافة عن أيِّ بروزٍ في أيِّ كائنٍ ليقولوا: "بقايا تطوُّرِيَّة بلا فائدة" إذا كنت -يا من تُصدِّق بخرافة التَّطوُّر- تَحترمُ العِلْم، ومحموء أوي على الحقائق العِلميَّة، فأنا أحترمُ العِلم الصَّحيح، ومحموء عليه، أكثرَ مِنك. وبرعنا في العلوم الحيوِيّة، وتميَّزنا فيها في المرحلة الأكاديمَّية -بفضل الله تعالى- كما أنَّني لا أتلقَّى العلم من الغرب فحسب، بلْ أُساهِمُ فيه بالأبحاثِ المنْشورة، وبراءات الاختراع، وتصحيح المعادلات التي يَنْبني عليها البحثُ التَّجريبيّ وتصحيحِ أخطاءِ الكُتب المعتَمدة الـ"تكست بوكس" في بعض المجالات. نعم... أعشقُ العلم الصَّحيح في الكتب المذكورة. أما صفحاتُ العِلْمِ الزَّائِف "سيدوساينس" "Pseduscience"، المُؤَدْلجة لخدمة الخُرافة فإنَّ احترام العلم، علَّمني أن هذه الصفحات لا تصلُح إلا لِلَفِّ الترمس -بتعبيرِنا المحلي-. لكن مع تَوصية بالتَّأكُّدِ من أَلا تحتوي هذه الأوراق على الرَّصاص أو أيِّ ملوِّثٍ صحيٍّ، كاحتوائها على الملوِّثَات العقليَّة، خاصَّة وأَنَّها مُلوَّنة. في الجعبة الكثير -إخواني- لكنْ لا أريدُ أَنْ أطيلَ عليكم فأُحيلُكُم على بعض المصادر الزَّرافة هل تذكرون -إخواني- هل تذكرون أجهزتَها البَديعة، والنِّظامَ الخاص بضخِّ الدَّم إلى الدِّماغ ومنْعِ تجمُّعه في السَّاقين واستلهامَ وكالة ناسا الفضائيَّة لنمُوذَجِها، ومحاولةَ محاكاته. كلَّ هذا، يتركُه أتباعُ الخُرافة، ولا يعنيهم. بَل يقولون عن العَصَب الحُنْجُريِّ الرَّاجع لَدى الزَّرافة: "بس الغريب لم يلاحظ الدَّلالة هو، لم يدرك دلالة... ما اتساءلش هو بصدد: ليش هذا العصب التفَّ هاللَّفة الطويلة هذه اللِّي فيما يظهر لفَّة غبيَّة حمقاء يعني. لا حاجة إليها لماذا فعل هذا؟". لا حاجةَ إليها! هكذا يقولون... لذلك أُحِيلكم -إخواني- على هذا المقال، لدى إخوانِنا "الباحثون المسلمون"؛ لترَوا كيف تصبحُ أدِلَّةُ العَظمة، وإحكام التَّصميم عندَ أتباعِ الُخرافة أدِلَّةَ صُدَفيِّة وعَشوائيِّة. في الجُعبةِ الكثير وقد تكلَّمنا اليوم، عن أحدِ عناصر تطوُّر الحيتان المزعوم. والذي قال عنه أَحدُ الذين صاغوا الدَّاروينيَّة الحديثة "ستيفن جاي غولد" بعد استعراضِه لتَطوُّر الحيتان المزعوم، ودليلِ العِظام غير المفيدة في الحوت -على زعمه- قال ستيفن غولد عن تطوُّر الحيتان منتشيًا: "إنَّه نَصرٌ أُحفوريَّ لا أستطيعُ أن أَتخيَّل قصةً أفضلَ منها لتمثيل العِلم لعامَّة النَّاس، ولا نصرًا سياسيًّا "Political Victory" أكثرَ إقناعًا واستنادًا للعقل على الَخلْقَويِّين المُتخَلِّفين". في الجُعبة الكثير لكن... في هذا القدْر كِفاية لمن أرادَ الهِداية وفيما مضى تنبيهٌ لمن لَدَغَه كَهَنةُ العِلم الزَّائف، وعَرَّابوهُم العرب. ولا يُلدَغ المؤمن من جُحرٍ مرَّتين. ولنا أن نسأل: بالله عليكُم لو كان أبطالُ هذِه الفضيحةِ العلميَّةِ المُدَويِّة مؤلفي كُتبٍ مُسلمين مُتديِّنين كيف ستكون النَّظرةُ إليهم من شبابِ المُسلمين أَنفسِهم المنبهرين بالغرب، المؤَجِّرين عقوَلهم لهم؟ أليست هذه فضيحةً يُغلَق على مثلِها دورُ نشر، وتُقاضَى على الأَقل على إعطاء معلومات مُضلِّلَة للطُّلاب وللدَّكاتِرة ؟ قِصَّةُ العِظام الَخلفيَّة للحوت تَعَلَّمْنا منها الكثير -إخواني-، تعَمَّق لدينا مزيدًا ومزيدًا مفهومُ أن ما يتَّخذُ منه أنصارُ الخُرافة شبهةً في الخلق يتحوَّلُ بالعِلمِ الصَّحيح إلى دليلٍ جديدٍ على قول الله تعالى: "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ". [النمل: 88] وتَعَلَّمْنا منها أنَّه يجبُ علينا تَنبيهُ أبنائنا في الجامعات والمدارس؛ لئلاَّ يكونوا ضحايا جُدُدًا للمعلومات المُتخلِّفة، والعِلم الزَّائف المُسَيَّس. وتَعلَّمنا من قصَّة عظام الحوت: أنْ تَبْتَسِم عندما يقول لك من أجَّر عقله: "أنتم مَهجوسون بهاجِس المؤامرة الكونيَّة على الدِّين، كُلُّ الكتب تُدرِّس التَّطوُّر، كل الجامعات تُدّرِّس التَّطوُّر هذا عِلْم -يا أخي- عِْلم لنا نسأل: هذه الكُتب التي تعتمد التَّدقيق إلى حدٍّ بعيد فيما عَدا الُخرافة عندما نرى هذه الخُرافات تلتصقُ بها لعشرات السنين، بل لأكثرَ من قرن هل هذه كلها مُجرَّدُ أخطاء؟ أمْ تسييسٌ للعِلم؟ أمْ استخدامٌ للعِلم لِتضليلِ النَّاس؟ لنْ أُجيب، وأَتْركُ الإجابة لكم... لكن، لنا وَقْفَةٌ مُهِمَّةٌ لاحقًا في مكانها المناسب من رحلة اليقين بإذن الله مع حقائق صادِمةٍ جدًا وموثَّقة، بعضها معيَ شخصيًا، نُجيبُ فيها عن هذه التَّساؤلات. لكن، من المهمّ جدًا أن نختمَ بما بدأنا به: اِفترِضْ - أخي- أنَّك لم تَطَّلِعْ على أيًّ مِن الحلقات الثَّلاثة: (أَحرجتُك)، و(الكوكتيل)، و(صَحِّ النُّوم). لستَ أنتَ المُطالب بأنْ تبحثَ عن تفسيرٍ لكلِّ الأَسئلة التي ذكرنا، بل كان بإمكانِك، وأنتَ تضعُ رِجْلًا على رِجْل، وتحتسي القهوة أَنْ تقولَ لمتَّبِع الُخرافة: "عليك أنت، يقعُ عِبْءُ الإثبات أَنَّ نَفس الكائنات التي تُطالبُني بتفسيرِ أجزاءٍ منها أنَّ هذه الكائنات يُمكنُ أنْ تأتيَ بها عشوائيَّتُك، وانتخابُك الأَعمى. هذا هو جوابُنا الكافي عقلاً ومنطقًا وجميع ما ورد في الحلقات الثَّلاثة هذه كانَ على سبيلِ -وعلى فكرة في الهامش- لنقولَ لعرَّابي الخُرافة: اقرؤوا وتَعلَّموا، قبلَ أنْ تتكلَّموا أيَّها الجاهلون. اللهم علمنا ما ينفعُنا وانفعنا بما علمتنا واجعلنا هُداةً مهتدين. والسلامُ عليكُم. (صوت قرآن): "هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" (لقمان11)
التالي ←
ما قصة الذيل البشري الذي يتكلمون عنه؟! رحلة اليقين 32
حلقة #36 · 19 دفيفة