ما قصة الذيل البشري الذي يتكلمون عنه؟! رحلة اليقين 32
أخي الإنسانُ!
إذا استيقظتَ يومًا، تحسَّسْتَ نفْسكَ
فإذا بِنُتوءٍ ينبتُ لكَ أسفلَ ظهْرِكَ
أهملتَهُ فطالَ معَ الأيّامِ وأصبحَ كالذَّيلِ
ماذا تفعلُ في هذهِ الحالةِ؟
هلْ يمكنُ أنْ يكونَ هذا الذَّيلُ بالفعلِ رسالةً
تُحنِّنُ قلبك على آبائِكَ الّذين أهملتَهمْ؟
عدنان إبراهيم : الضّربةُ ربَّما الأكثرُ
وجعًا للإنسانِ،
حينَ أخبرَتهُ أو أوقَفَتهُ على حقيقةِ أنَّه لا يزيدُ
عن كونهِ حيوانًا في سلسلةِ تطوُّرٍ حيوانيَّةٍ
آباؤك الأوّلون حيواناتٌ، هم آباءُ
مشتركونَ لكَ، ولحيواناتٍ أُخرى
منها القرودُ، والقرودُ العليا المسمّاةُ
الآن بـ(القرودِ الأفريقيّةِ)
ضربةٌ موجعةٌ جدًا لنرجسيّةِ الإنسانِ
هذا ما فعلهُ تشارلز دارون "Charles Darwin"،
هذه (نظريّةُ التطوّرِ)
أفهمَتنا أنَّنا سلالةُ حيواناتٍ، نحنُ مستلُّونَ
من حيواناتٍ مش أكثر من هذا!
لحظةً إخواني، قبلَ أنْ تستنكِروا أو تضحَكوا،
أليسَ مِنَ المُمكنِ أنْ يكونَ هذا الكلامُ صحيحًا؟
أليسَ مِنَ الممكنِ أنْ تكونَ نرجسيَّتُنا تَدفعُنا
لرفضِ حقيقةٍ علميَّةٍ، والتنكُّرِ لآبائِنا الأوَّلينَ؟
ألمْ تسمعوا إلى أبي العلاءِ
المعرّي وهو يقولُ:
"وقبيحٌ بنا وإِنْ قَدُمَ العهدُ
هوانُ الآباءِ والأجدادِ"؟!
أليسَ مِنَ الممكنِ أنَّنا إذا اقْتَنعنْا عِلميًّا
بِأنَّنا نوعٌ مِنْ أنواعِ القردَةِ، فإِنَّنا سنشعرُ
بالفخرِ والاعتزازِ كما يشعرُ البروفيسور
ريتشارد دوكنز "Richard Dawkins"
ألا ترضَى لنفسكَ ما ارْتضاهُ هذا البروفيسورُ
في البيولوجيا التطوّرية؟!
أليسَ منَ الممكنِ أنْ يكونَ لكَ أبناءُ عمٍّ
وأنتَ قاطعٌ لرحمِهم بكِبْركَ ونَرجسيَّتكَ؟
عدنان إبراهيم: نحنُ والشمبانزي
والبونوبو وبعدين الغوريلا،
ورانجوتان هذه القردة الأفريقيّة
أربعةٌ هيَ القردةُ الأفريقيّةُ، نحنُ
"cousins" أولادُ عمومةٍ
لسنا إخوةً أكيد بلا شكّ، ولكنْ أولادُ
عمومةٍ؛ لأنَّ جدَّنا جدٌ واحدٌ مشتركٌ
(بالإنجليزية) سلف مشترك، أصل مشترك
جدٌّ مشتركٌ، سلفٌ مشتركٌ
هذا هو الجدُّ تفرّعَ منهُ "Branch"
أو فرع، وتفرّعَ فرعٌ آخرُ
هذا الفرعُ مثلًا انتهى
بالشامبانزي بالـ"Chim"،
وهذا الفرعُ انتهى بالإنسانِ؛
فنحنُ أولادُ عمومةٍ
إذنْ، قبلَ أنْ نتهوَّرَ عاطفيًّا
تعالَوا نُحاكمُ المسألةَ علميًّا
ما الدَّليلُ على أنَّ الإنسانَ أصلُهُ حيوانٌ؟
عدنان إبراهيم: الشمبانزي ابن عمِّنا،
يُشابهنا شبهًا غريبًا جدًا ولافتًا؛
في جهازهِ الهيكليِّ، في جهازهِ
العضليِّ، جهازهِ العصبيِّ،
في كيمياءِ الدَّمِ عندهُ، وحتَّى في
التصرّفِ في أشياءَ كثيرةٍ جدًا
وطبعًا على مستوى الجينوم "genome"
زُهاء 99% من جينوم الشمبانزي
يُطابقُ جينومَ الإنسانِ
حوالي 99% هو الأقربُ إلينا
على الإطلاقِ ، شيءٌ عجيبٌ
هذا -بلا شك- آلمَ الإنسانَ ألمًا كبيرًا
بصراحةٍ، أنا سأتألَّمُ بالفعل
إذا اكتشفتُ بعدَ الأربعين مِن عُمُري أنَّي كنتُ
مَاكِل مقلب بنفسي طوالَ السَّنواتِ الماضيةِ
ومفكر نفسي شيءٌ خاصٌّ، وأنَّ
المخلوقاتِ الأُخرى مُسخَّرةٌ لي
لكنْ معلش، سأتواضعُ للحقائقِ العلميَّةِ
وأتخلَّى عن النَّرجسيَّةِ العاطفيَّةِ
وأدعوكم أَنْ تفعلوا ذلكَ معي
إذن، لدينا دليلانِ رئيسانِ -على الأقلِّ-
حسبَ قولِ صاحبِنا
الشَّبهُ، والتَّشابُه الجينيُّ بنسبةِ 99%
أما الـ99% فلها قصَّةٌ ممتعةٌ جدًّا
نقُصُّها عليكم لاحقًا بإذنِ اللهِ
تعالَوا الآنَ ندرسُ مسألةَ الشَّبهِ،
التَّطوُّريُّونَ يقولونَ: إنَّ هناكَ شبهًا
بينَ الكائناتِ الحيَّةِ،
وإنَّ هذا الشَّبهَ يدلُّ على أنَّ أصلَ الكائناتِ
جميعًا كائنٌ تعرَّضَ لطفراتٍ،
وعمليَّاتٍ عشوائيَّةٍ، وانتخابٍ طبيعيٍّ أعمى
حتَّى نتجَ عنهُ ملايينُ الأنواعِ
مِن الكائناتِ الحيَّةِ
وبالتَّالي فيمكنُ رسمُ شجرةِ التَّطوُّرِ
" evolutionary tree"
بناءً على التَّشابهِ الشَّكليِّ والتَّشابهِ الجينيِّ
وطبعًا ستختلفُ التَّقديراتُ، وتخرجُ لنا
مُقترحاتٌ متباينةٌ للشَّجرةِ التَّطوُّريَّةِ
تبَعًا لاختلافِ تقديرِ التَّشابهِ الشَّكليِّ والطُّرقِ
المستخدمةِ في تحديدِ التَّشابهِ الجينيِّ
المهمُّ، أنَّ التَّشابهَ الشَّكليَّ دليلٌ عندَ
التَّطوُّريِّينَ على الاشتراكِ في الأصلِ،
وكلَّما زادَ الشَّبهُ بينَ كائناتٍ معينةٍ؛ دلَّ ذلكَ
على أنَّها قريبةٌ مِن بعضِها في شجرةِ التَّطوُّرِ،
وانحدرتْ مِن سلفٍ مشتركٍ قريبٍ
مثلاً، انظُر إلى الإنسانِ، والقطِّ
والوَطواطِ، والحوتِ، والحِصانِ
مواضِعُها مُتقاربةٌ في الشَّجرةِ التَّطوُّريَّةِ، أتدري
لماذا؟ لأنَّها متشابهةُ شبهًا كبيرًا! كما تُلاحظُ،
بما يدلُّ على أنَّها مِن أصلٍ مشتركٍ، أليسَ كذلكَ؟!
أراكَ أيها المشاهدُ تحملق،
وتبحلقُ كأنَّكُ غيرُ مقتنعٍ!
حسبَ التَّطوُّريِّينَ، فإنَّ ذلك لِسطحيَّتكَ
وفُقدانكَ لدقَّةِ الملاحظةِ -للأسف-
عَلِّمونا -إذن- أيُّها التَّطوُّريُّونَ!
تعالَ نتعلَّم...
مثلاً هذا كتاب ريفن آند جونسون
"Raven and Johnson"
طبعة ٢٠١٧، صفحة ٤٣٢ يُعَنوِن:
(الأعضاءُ المتشابهةُ تقترحُ
أو تشيرُ إلى أصلٍ مشتركٍ)
طبعة ٢٠١٨ يقولُ لك "essentials of biology" وهذا كتابُ
أنَّ هذهِ الكائناتِ المذكورةِ متطابقةٌ تشريحيًّا
وأنَّ هذا دليل على أنَّها من أصلٍ مشتركٍ
ومثلُ هذهِ الرسوماتُ تملأُ
كتبَ (بالإنجليزية) الأحياء
ومحاضراتِ التَّطوُّرييِّنَ عربًا وعجمًا
ماشي، إذنْ فنفهمُ مِن دِقَّةِ ملاحظتِكم
-حضَراتِ التَّطوُّريِّنَ-
أنَّ هذا الشَّبه الَّذي يخفى على البسطاءِ
-أمثالِنا- هو دليلٌ قويٌّ على أصلٍ مشتركٍ،
وأنَّه كلَّما زادَ الشَّبهُ بينَ الكائناتِ،
فإنَّ ذلك يدلُّ على أنَّها أكثرُ قرابةً
بحيثُ كان سهلًا على الطَّفراتِ
العشوائيَّةِ، والانتخابِ
أنْ تُخرِجَ مِن الأصلِ المشتركِ، هذهِ
الأشكالَ المتشابهةَ، أليس كذلك؟!
بلى، آها
إذن، الشَّبه يدلُّ على القرابةِ،
وكلَّما زادَ الشَّبه زادتْ القرَابةُ،
وكلَّما زادتْ القرابةُ زادَ الشبهُ
همم، فهمتُ... لكنْ لحظةً
ممكن -لو سمحتم يا حضراتِ التَّطوُّريِّينَ-
قبل ما يدقَّ الجرسُ وتخلص الحصَّةُ
ممكن تفسِّروا لي هذهِ الرَّسمةَ التي وجدتُها في
كتابٍ بيولوجيٍّ عالمٍيّ، أخبركُم باسمهِ بعدَ قليلٍ
هذه الرَّسمةُ تتكلَّمُ عن الحيواناتِ
المشيميَّةِ والجرابيَّةِ
الحيوانُ المشيميُّ: هو الذي يُكملُ جنينُه النُّموَ
في مشيمةِ الرَّحمِ كأكثرِ الحيواناتِ الولودةِ
بينما الِجرابيُّ كالكنغر، يخرجُ من الرَّحمِ غير
ناضٍج فيكملُ نموَّهُ في جِرَابٍ خاصٍّ في بطنِ أمِّهِ
يمتصُّ فيه الغذاءَ وينضجُ شيئًا فشيئًا،
يخرجُ إلى الدُّنيا، يتحسَّسُها، ويعودُ إلى
الِجرابِ إلى أنْ يستطيعَ الاستغناءَ عنهُ
أنتم -أيُّها التَّطوُّريُّونَ- تقولونَ أنَّ الحيواناتِ
الِجرابيَّةَ انفصلتْ عن المشيميَّةِ
قبلَ ١٦٠ مليووونَ سنةٍ كما في هذه،
الورقةِ من مجلةِ نيتشر "Nature".
وبالتَّالي فهي بعيييدةُ القرابةِ
عن الحيواناتِ المشيميَِّة
يعني الجَدُّ المشتركُ قديٌييم جدًا
وانقطعتْ أواصرُ القرابةِ
وعملتْْ الطَّفراتُ العشوائيةُ، والانتخابُ
الطَّبيعيُّ الأعمى على كلٍّ من الخطَّينِ
بحيثُ تكوَّنَ لدينا كائناتٌ جِرابيَّةٌ تختلفُ في
جيناتِها، وحملِها بشكلٍ كبيٍيير عن المشيميَّةِ
إذن، فالقرابةُ بعييدةٌ جدًا، ويُفترضُ ألَّا يكونَ
هناك شبهُ بين الحيواناتِ الجِرابيَّةِ والمشيميَّةِ
لكنَّ هذا الكتابَ، يثبتُ غير ذلكَ تمامًا
فهو يثبتُ تشابهًا كبيرًا بين
كائناتٍ منَ المجموعتينِ؛
فالسِّنجابُ المشيميُّ يشبه الِجرابيَّ جدًا
والذئبُ المشيميُّ يشبِهُ الجرابيَّ
ونفسُ الشَّيءِ نراهُ في الفأرِ، والخُلد، والونباتِ،
وآكل النَّملِ، واللَّيمورِ، وغيرِها وغيرِها
حسبَ قاعدتكِم، فإنَّ الشَّبهَ يعني
وحدةَ الأصلِ ويعني شدَّةَ القرابةِ
بينما نجدُ هذهِ الحيواناتِ لا قرابةَ تذكرُ
بينها -حسبَ شجرتِكُم التَّطوُّرِيَّةِ-
وهي مع ذلك متشابهةٌ جدًا في شكلِها
أنتم اعتبرتمونا مُغفَّلينَ؛
لأنَّنا لم نلاحظُ الشَّبهَ الكبيييرَ الذي يُشاطرُهُ
السَّنجابُ المشيميُّ مع الحوتِ، والفيلِ،
والغزالِ، وكلِّ الثَّدييَّاتِ المشيميَّةِ المعروفةِ
والقريبةِ من بعضها حسبَ الشَّجرةِ التَّطوُّريَّةِ
أيُّها أوضُح؟! هذا الشَّبهُ أم تشابُه السِّنجابُ
المشيميِّ مع السِّنجابِ الِجرابيِّ؟!
فكيف تعتبرون الشَّبهَ بعد ذلك دليلًا؟!
ونحن نرى أنَّ الحيواناتِ المتشابهةِ جدًا
بعييدةُ القرابةِ حسبَ شجرتكِم المزعومةِ
بينما المتقاربةِ جدًا على الشَّجرةِ
مختلفةُ الشَّكلِ جدًا،
إذا قُورنَتْ بتشابهِ الجرابيّ مع المشيميِّ.
نريدُ جوابًا منكم -حضرات التَّطوريين-
عن هذا السُّؤالِ
فإما أنْ تقولوا: بلِ السَّنجابُ المشيميُّ -هو
بالفعل- أشبهُ بالحوتِ من السِّنجابِ الجِرابيِّ
وحينئذٍ فهنيئًا لكم حقائِقكم
العلميَّةُ ودقَّةُ ملاحظاتِكم،
وإما أنْ تعترفوا بأنَّ الشَّبهَ
لا يعني وحدةَ الأصلِ،
وبأنَّ الشَّجراتِ التَّطوُريَّةِ هي بالفعلِ ليست
أكثرَ قيمةً مِن شجرةِ تطَّورِ البوكيمون
وحينئذٍ نشكركم على الاعترافِ، وننتقلُ
إلى نكتةٍ أُخرى مِن نُكاتِكم لنُنَاقشَها
ليسَ أمامكم إلا أحدُ الجوابينِ
هذا -أخي وأختي- تطبيقٌ عمليٌ تستخدمُه اليومَ
اطرَح هذا السؤالَ على أيِّ مؤمنٍ
بالتَّطورِ، وانظرْ ما الَّذي سيحصلُ
إمَّا أنَّه سيسكتُ، وحينئذٍ أَعْطِه
فُرصةً لعلَّهم يرجِعونَ،
وإمَّا أنَّه سيحاولُ تضييعكَ بالكلماتِ المتقاطعةِ
يضربُ لك فوتيش يُشتِّتُ عن السُّؤالِ فيقولُ مثلاً: النَّظريَّةُ تمَّ تعديلُها إلى إيفو ديفو
أكثرُ الكائناتِ الجرابيةِ موجودةٌ في أستراليا
والتي انفصلتْ عن باقي القارَّاتِ
قبلَ 70 مليونِ سنةٍ
والتَّشابُه ليسَ الدَّليلَ الوحيدَ
هناكَ الوراثةُ الُجزيئيَّةُ
هناكَ فرقٌ بين (بالإنجليزية)
التشابه الكلي والتشابه الجزئية
طبعًا -إخواني- بالنسبة لنا، فبما مَنَّ اللهُ
علينا من اطِّلاعٍ، نعلُم أنَّ هذا يُشبهُ ما يُسمَّى
"word salad" سلطة الكلماتِ
وهي عَرَضٌ مِنَ الأعراضِ التّي تُساعدُ على تشخيصِ
مرض الشيزوفرينيا "schizophrenia"
كوكتيل من المغالطاتِ المنطقيةِ والدَّعاوى
التّي تحتاجُ هي بِدورِها إلى إثباتٍ
ومسائلَ لا علاقةَ لها بالموضوعِ
وبإمكاننا والحمد لله أنْ نُثبتَ ذلك
لكلِّ مِن هذه المُصطلحات
بل وأنْ نُحوِّلَ دليلَهُم عليهم
كما فَعلْنا مِن قبلُ
هذا التَّشتيتُ عن الموضوعِ هو أحدُ المغالطاتِ
المنطقيَّةِ، التّي يُتقنها أتباعُ الخرافةِ
معْروفةٌ هذهِ المغالطةُ، حتَّى في الثَّقافةِ الغربيَّةِ
باسم "Red Herring Fallacy"
إثارةُ أمورٍ لا علاقةَ لها بالسؤالِ
لذلكَ أخي، لا تدعهُ يُضيِّعكَ قُل لهُ:
أنا سُؤالي مُحدَّدٌ، فأجِبْني بجوابِ مُحدَّدٍ
هل الشَّبهُ دليلٌ على وحدةِ الأصلِ؟ نعم أم لا؟
إذا نعم، إذن فأنتَ تقولُ لي أنَّ السِّنجابَ
المشيميَّ أشبهُ شكلاً بالفيلِ من الِجرابيِّ
وإذا لا، فلا تحتجَّ عليَّ بالشَّبهِ مرةً أُخرى
قبلَ أنْ نُنهيَ هذا الموضوعَ
لا يسعُنا إلَّا أنْ نشكُرَ الكتابَ الَّذي نبَّهنا على
ظاهرةِ التَّشابُه بينَ المشيميَّاتِ والِجرابَّياتِ
الكتابُ الذي نبَّهنا على بُطلانِ دعوى
أنَّ التَّشابهَ يعني وِحدةَ الأصلِ
الكتاب الَّذي أحْرجَ مُؤلِّفي
(بَيولوجي باي ريفن آند)
جونسون "Biology by Raven and Johnson" ٢٠١٧
وأمثالَهم مِنْ التَّطوريِّينَ
تعالَوا نر اسمَ هذا الكتاب
إنَّه Biology by Raven and Johnson طبعة 2017
معقول؟! نعم معقول كلُّ شيءٍ
معقولٌ في عالَمِ الخرافةِ،
فالتَّشابه يعني شدَّةُ القرابةِ
وبالتَّالي صحَّة الُخرافةِ
والتَّشابه الأقوى لا يعني القرابة،
لكنَّه يَبقى يعني صحَّة الخرافةِ
وكلُّ الطُّرقِ تُؤدِّي إلى الُخرافةِ
لكن لحظة!!
هل يُعقلُ أنَّ الدَّكاترةَ مُؤلِّفي
ومُراجعي كتبٍ عالميَّةٍ
كلُّ هؤلاء لم يُلاحظوا التَّناقضَ؟
كلُّ هؤلاء لا يملكونَ تفسيرًا تطوُّريًّا لظاهرةِ
تشابُهِ الحيواناتِ المشيميَّةِ والجرابيَّةِ
لاحظوا -إخواني- هذا السُّؤال
لا علاقةَ لهُ بموضوعِنا
موضوعُنا هُو: هلْ التَّشابهُ يعني وحدةَ الأصلِ؟
تابعُ الخرافةِ الآنَ في الزَّاويةِ،
وعليهِ أنْ يُجيب بِنعم أو لا
لمْ يكُنْ سُؤالُنا: ما تفسيركُم يا أتباعَ الخُرافةِ
لتشابهِ المشيميَّاتِ والِجرابيَّاتِ؟
فهذا سُؤالٌ آخرُ منفصل،ٌ نسألهُ بعدَ تحصيلِ إجابةٍ
عن السُّؤالِ الأوَّلِ، الَّذي هو موضوعُ الحلقةِ
هذه الملاحظةُ مهمةٌ جدًا -أخي- حتَّى لا يتفلَّتَ
تابعُ الخرافةِ بمغالطةِ تغييِر الموضوعِ
افترضْ أنَّ الخرافةَ تمتلكُ تفسيرًا
مُقنعًا لظاهرةِ التَّشابهِ هذهِ
هل هذا التَّفسيرُ يدعمُ ادِّعاء َأنَّ التَّشابهَ
يعني الأصلَ المشتركَ القريبَ؟! أبدًا
فَهُمْ بأنفسِهم يقولونَ أنَّ أُصولَ
المشيميَّات والِجرابيَّات
بعيييدةٌ جدًا عن بعضِها قبل ١٦٠ مليونَ سنةٍ
لذلكَ فتفسيرُ أتباعِ الخرافةِ لهذا التَّشابهِ
سنُناقشه في مكانهِ لاحقًا بإذن الله
لنرى فصلًا آخرَ من فصولِ
الكوميديا والمكابرةِ التَّطوُّريَّةِ
سنناقشُ ما يُسمَّى مقاربة
التطور "convergent evolution"
والانحياز التطوري "developmental bias"
والتحويل الجيني "genetic channeling"
وهذه المصطلحاتِ
حتَّى ذَلك الحينِ، لا تدعْ أحدًا
يحتجُّ عليكَ أخي بقولهِ:
مستحيل! علماءٌ ومؤلِّفونَ يقعونَ في هذا التَّناقضِ
ويضعونَ رسمتينِ باستنتاجينِ مختلفينِ
في نفس ِالكتابِ وفي صفحاتٍ متقاربةٍ؟!
رأينا في حلقةِ (صِّح النُّوم)، كيف أنَّه
عندما يتعلقُ الأمرُ بالخرافةِ
فلا علمَ، ولا منطقَ، ولا أمانةَ، ولا تحديثَ
معلوماتٍ ولا مواكبةَ اكتشافاتٍ
ويكفيكَ في حالةِ كتاب ريفين آند جونسون -مثلًا-
أنْ ترى كَمَّ الخرافاتِ القديمةِ
وأساطيِرِ الأوَّلينَ
المحشوُّةِ بينَ هاتينِ الرَّسمتينِ مِن
صفحة ٤٣٢ إلى صفحة ٤٣٥
مِن ادِّعاءِ سُوءِ التَّصميم في شبكيَّةِ العينِ
إلى ادِّعاءِ وجودِ أعضاءَ بلا فائدةٍ مثلَ ما يسمَّى
بالـ(زَّائدةِ الدُّوديَّةِ) وعظامِ الحوضِ في الحوتِ
وهي الادِّعاءاتُ التِّي بيَّنَّا -بالتَّفصيلِ- في
حلقةِ (أحرجتُكَ) وحلقة (صحِّ النُّوم)
وبأبحاثٍ لأتباعِ الخرافةِ أنفسِهم
بيَّنَّا أنَّها خُرافاتٌ غبِيَّةٌ متخلِّفةٌ
كلُّ هذا، يضعُه المؤلِّفون في فصلٍ
بعنوانِ: (أدلَّةُ التَّطوُّرِ)
والأمرُ ليسَ حصرًا على ريفن آند جونسون
بلْ في كُتبٍ أُخرى عالميَّةٍ
فلا تُؤَجِّرُ عقلكَ، ولا تحْتجَّ عليَّ
بقولكَ: مش معقول يعملوها!
نعودُ فنقولُ أخي، افترِضْ أنَّكَ
لم تطَّلع على هذهِ الحلقةِ،
ولا سمعتَ بالمخلوقاتِ الِجرابيَّةِ أصلًا
هل هو موقفٌ عقليٌّ علميٌّ -إذا وجدنا
بعضَ الشَّبهِ بين المخلوقاتِ-
أنْ نستنتجَ أنَّها تطوَّرت مِن أصلٍ مشتركٍ
بطفراتٍ خبطَ عشواءَ وطبيعةٍ عمياءَ،
دونَ حاجةٍ إلى تصميٍم ولا خالقٍ عليمٍ؟!
عندما تجدُ أنَّ كلًا من هذه الحيواناتِ
تركَّبت فيه العظامُ بأبعادٍ، وكثافةٍ معيَّنةٍ،
وتناسقٍ فيما بينها، وتناسقٍ مع الأوعيةِ
الدَّمويَّةِ التِّي تُغذِّيها، والأعصابِ التِّي تُحرِّكُها،
وأجهزةِ الجسمِ الأخرى بما يُمَكِّنُ الطائرَ
من الطيرِ بها، والحوتَ من السِّباحةِ،
ورباعيَّاتِ الأرجلِ مِن العَدوِ برشاقةٍ،
والإنسانَ من المشيِ والتَّفنُّنَ بيديهِ
هل يملكُ أيُّ عاقلٍ بعد ذلك إلا أنْ يقولَ:
﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ﴾
[طه: ٥٠]
أعْطى كلَّ شيءٍ خلْقَهُ، فجعلَ عظامَ كُلٍّ منها
مُتناسقةً مُتوافقةً مع وظيفتها؛
إِذ كلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ لهُ
﴿مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ﴾ [الملك: ٣]
فكلُّ نوعٍ من الكائناتِ متقَنٌ وكلُّ نوعٍ متناسقٌ
هل إذا تحرَّرتَ مِن الخُرافاتِ، وتزويرِ العلمِ
هل تملكُ أمامَ ظاهرةِ التَّشابهِ الشَّديدِ
بينَ الِجرابيَّاتِ والمشيميَّاتِ
على الاختلافِ الشَّديدِ بينها في التَّشفيرِ
الوراثيِّ، والأنظمةِ الحيويَّةِ
هل تملكُ إلا أنْ تعلم، أنَّها آياتٌ يُظهِرها خالقٌ
عليمٌ، خالقٌ عليٌم يدلُّ بها على قُدرتهِ وعظَمتهِ؟!
الشَّبهُ إلى حدِّ التَّطابُق الشَّكليِّ مع
الاختلافِ الكبيرِ في الحقائقِ،
مظهرٌ مِن مظاهرِ القدرةِ المعجزةِ
التَِّي يُباهي بها الله تعالى
كنتُ أتَفكَّر ُفي قولِ اللهِ تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا
مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا
وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ
أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ
انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ
لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: 99]
ووقفتُ عندَ قولهِ تعالى: مشتبهًا وغيرَ متشابهٍ
الأشياءُ المشتبهةُ: هي التَّي تلتبِسُ
عليك من شدَّة تشابُهها
حتَّى تظنَّها شيئًا واحدًا، وهي مختلفةٌ في الحقيقةِ
تقولُ اشتباهٌ في الأشخاصِ؛ إذا ظننتَ أنَّ
شخصًا ما هو المطلوبُ؛
لشدةِ تشابُههِ مع المطلوبِ الحقيقيِّ
فقلتُ في نفسي:
لعلَّ الآية تشير إلى أنَّ الأصناف المذكورة
من الفاكهةِ: الزَّيتونَ والرُّمَّانَ
منها أصنافٌ مشتبهةٌ إلى درجةِ الالتباسِ
بحيثُ يظنُّها النَّاظرُ شيئًا واحدًا،
وهي مختلفةٌ في الحقيقةِ
فبحثتُ في موقعِ الأبحاثِ العلميَّةِ المعروف
بابميد "Pubmed" عن عباراتِ
"genetic diversity of olives"
و"genetic diversity of pomegranates"
يعني التَّنوعاتُ الجينيَّةُ في الزَّيتونِ
والتَّنوُّعاتُ الجينيَّةُ في الرُّمَّانِ
فوجدتُ أبحاثًا علميَّةً كثيرةً، تنُصُّ
على التَّنوُّعِ الهائلِ في الزَّيتونِ
مثلاً، أكثرُ من ٥٠٠ صنفٍ
مختلفٍ في إيطاليا وَحدها!
وهذا بحثٌ علميٌّ مِن منشوراتِ جامعةِ أوكسفورد
يُعلنُ عن إنشاءِ قاعدةِ بياناتٍ
لأصنافِ الزَّيتونِ العالميَّةِ
لشدَّةِ اشتباهها وسهولةِ خلطِ
زيوتها بأصنافٍ أقلَّ جَودةٍ،
وينصُّ على أنَّها تشتبهُ في الشَّكلِ بل
والمكوناتِ بطريقةٍ تُصعِّبُ تمييزها؛
ممَّا اضطُرَّهم إلى التَّمييزِ بينها بحسبِ الجيناتِ
ووجدتُ أبحاثًا شبيهةً حديثةً
عن أصنافِ الرُّمَّان أيضًا،
تنصُّ على أنَّها مختلفةٌ جينيًّا، لكن
يَصعُب التَّفريقُ بينها مِن شكلها
مشتبهًا وغيرَ متشابهٍ
فهذا مظهرٌ مِن مظاهرِ القُدرةِ
الَّتي يُباهي بها الله تعالى
وانظُر إلى مِثلها في الجِرابيَّاتِ والمشيميَّاتِ
إذن، في حلقةِ اليومِ أثبتنا -إخواني-
أنَّ الشَّبهَ لا يدلُّ على وحدةِ الأصلِ، ولا
على القرابةِ، ولا على صحَّةِ الخرافةِ
لكنْ بقيَ أنْ نُجيبَ عن السُّؤالِ
الَّذي بدأنا به في الحلقةِ...
ماذا إنْ نبتَ لديك نتوءٌ أسفلَ ظهرِكَ، وطالَ،
وأصبحَ يُشبهُ الذَّيلَ؟ ماذا تفعل؟
بدايةُ القصَّةِ هو بطلُ الاشتباهاتِ داروين
في كتابهِ (أصلُ الإنسانِ) سمَّى هذا النُّتوءَ
"Rudiment of Tail" بقايا ذيلٍ،
فوقعت الفكرةُ موقعها مِن
أذيالِ داروين
ذيلٌ إنسانيّ؟!
ماذا عساهُ يكونُ إلَّا دليلًا
على أصولهِ الحيوانيَّةِ؟
فراحوا يجمعونَ الأدلَّةَ من هذا النَّوعِ
وأطلقوا عليها اسمًا علميًّا رنّانًا:
ديفولوشن "Devolution"
واسمًا آخر آتافيسم "Atavism" التَّأسُّل
قالوا هو ظهورُ صفاتٍ -في الإنسانِ مثلاً-
بعد أنْ كانت مطمورةً مصمتةً لأجيالٍ
تخلَّصَ الإنسانُ من الذَّيلِ عبر عمليةِ التَّطورِ،
لكنَّهُ عادَ فظهرَ في بعضِ أفرادهِ
وراحوا يعرضونَ هذه الصَّورَ في المؤتمراتِ
والمناقشاتِ برسالةٍ للإنسانيَّةِ مَفادُها:
ألم نقُلْ لكَ أيُّها الإنسان، أنَّكَ ما أنتَ
إلا ابنُ حيوانٍ؟ يا حيوان!
عدنان إبراهيم: نحنُ مستلُّونَ من الحيواناتِ
مش أكثر من هذا
وأصابهم الهَوَسُ بالذِّيولِ الإنسانيَّةِ إلى درجةِ
أنَّهم عرَضوا في مؤتمراتِهم صورًا لذيولٍ
تَبيَّن فيما بعدُ أنَّها رسماتُ
فوتوشوب "Photoshop"
لكنْ لحظة! بالفعلِ، ماذا عساهُ
يكونُ هذا الذَّيلُ؟
هل مِن المحتملِ أنَّنا تأخذُنا العِزَّةُ
بالإثمِ حينَ نتبرأُ مِن هذا الذَّيلِ؟!
ونرفضُ الانتسابَ إلى كائناتٍ ذاتِ أذيالٍ؟
كلَّف بعضُ الباحثينَ أنفُسهم ألَّا
يقِفوا عندَ المظهِر الخارجيِّ،
وأنْ يتجاوزوا الطَّبقةِ الجلديَّةِ قليلًا
فتتابعتِ المنشوراتُ العلميَّةُ، ولباحثينَ
بعضُهم من أنصارِ الخرافةِ
-كما في مجموعةِ نيتشر "Nature"-
لتؤكِّدَ أنَّ ما يُسمَّى بـ(الذَّيل الحقيقيِّ) هو في
الواقعِ نُمُوَّاتٌ وزوائدُ من نسيجٍ دُهنيٍّ،
وأليافٍ لا علاقةَ لها بالذَّيلِ الحيوانيِّ،
ولا فيها عظامٌ، ولا غضاريفٌ
بل، وقد تظهرُ هذه الزوائد في أماكنَ عديدةٍ
عند الرقبِة -مثلًا- كما في هذهِ الورقِة لنيتشر.
ولا أدري، هل هناكَ حيوانٌ يظهرُ لهُ ذيلٌ
عند رقبتهِ يمكنُ أن نكونَ قد تأسَّلنا منهُ؟
فما يسمِّيه أنصارُ الخرافةِ ذيلاً
هو أمراضٌ لها أسماءٌ علميَّةٌ
سباينل ديسفارزم "spinal dysraphism"
سبينابيفيدا "spina bifida"
ليبوما "Lipoma"،
وليس "true tail" ذيلاً حقيقيًّا دالًا على
أصولٍ حيوانيَّةٍ كما يزعمُ أذيالُ داروين
عدنان إبراهيم: بعضُ هذهِ الذُّيولِ
كما قلتُ لكم تتلوَّى
إذن ذيلٌ حقيقيٌّ
بالفعلِ، بعضُ الأذيالِ البشريَّةِ
تلتوي، وتلفُّ، وتدورُ
إنَّها رحلةُ البحثِ عن أيِّ تشابهٍ
ظاهريٍّ لنُصرةِ الخرافةِ
لو أردنا أنْ نُعرِّفَ العلمَ -إخواني- فلعَلَّ
مِن أفضلِ التَّعريفاتِ أنْ نقولَ:
العلمُ هو عدمُ الوقوفِ عندَ ظواهرِ الأشياءِ،
بل استكشافُها وسبْرَ بواطنها
بينما أنصارُ الخرافةِ يرتَدُّونَ بالنَّاسِ إلى
الجهلِ بعد العِلْمِ عندما يُوهمونهم
أنَّ وجودَ بعضَ التَّشابهاتِ الشَّكليَّةِ الظَّاهريَّةِ
تعني وحدةَ الأصلِ أو انعدامَ التَّصميمِ
هم يتَّهمون العُقلاءَ بالسَّطحيَّةِ،
بينما لا أرى تعريفًا للسَّطحيَّةِ
أوضَح مما يفعلونَ
كما قال الله تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ
مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ
وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾
[الروم: 6-8]
"يَعلَمونَ ظاهرًا من الحياةِ الدُّنيا"
مُنتهى السَّطحيَّةِ
بعد هذا العرض أخي، إذا استيقظتَ يومًا
وتفاجأتَ بأنَّه نبتَ لديكَ شيءٌ في
مؤخِّرتكَ فأنتَ صاحبُ القرارِ،
إما أنْ تعتبرهُ ذيلًا، كرامةً
من كراماتِ التَّطوُّرِ،
رآكَ متردِّدًا في قَبولِ أنَّه حقيقةٌ علميَّة، فأخرجَ
لك ذيلًا يردُّكَ إلى أصلِكَ وآبائكَ الأوَّلينَ
فتعتذرَ لهم وتعودَ إليهم عودةَ الابنِ البارِّ
بل، وقد تَستقلُّ طائرةً إلى الهندِ؛ لتتحولَ بفضلِ
ذيلكَ هذا مِن عاطلٍ عن العملِ إلى معبودٍ مدلَّلٍ،
بعد أن أَعطتْ نظريَّةُ التَّطوُّرِ
أساسًا علميًّا لهذهِ العبادةِ،
وإمّا أن تعتبرهُ سبينابيفيدا
سبينل ديسرابزم أو ليبوما
وتذهبُ إلى جرَّاحٍ؛ ليزيلهُ لكَ
والسَّلامُ عليكم