→ جميع المقالات
أساليب الباطل - الحلقة 12
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله. رأينا في الحلقات الماضية أن الباطل يعجز أمام الحق عن الرد على الدليل بالدليل والحجة والمنطق، فيلجأ إلى أساليب كلها تهرب وروغان وتغبيش وتضييع للقضية، لأنه أعجز من المواجهة المباشرة. سنتكلم اليوم عن الأسلوب العاشر، ألا وهو تشكيك أهل الباطل في نية الدعاة ومقصدهم من دعوتهم. قال الله تعالى في سورة المؤمنون: ((ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون (23) )) دعاهم إذن إلى عبادة الله وحده. ماذا كان رد الكبراء من قومه؟ ((فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم)) يعني يتهمون نية نوح عليه السلام، أنه يريد أن يعلو شأنه فيهم ويظهر أفضل منهم بدعوته هذه. حرفوا مسار النقاش عن الدعوة وصحتها إلى نية الداعي، وهذا تهرب. كذلك قال فرعون لقومه عندما أراه موسى الآيات البينات الدالة على نبوته...قال فرعون: ((إن هذا لساحر عليم (34) يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون (35) )) يهيج قومه ويقول لهم إنما يريد موسى أن يتغلب عليكم ويجليكم عن أوطانكم. وكذلك قال قوم فرعون لموسى عليه السلام: ((أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين)) يعني أتريدان يا موسى وهارون بدعوتكما أن يكون لكما الملك والسلطان؟

في المقابل يزكي أهل الباطل نياتهم!: انظر إلى قول فرعون لقومه: ((ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد))...أي ما أريكم أيها الناس من الرأي والنصيحة إلا ما أرى لنفسي ولكم صلاحًا وصوابًا! وقال المنافقون: ((إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا)).

وهكذا المبطلون في أيامنا يطعنون في نوايا من يخاطبهم بالدليل من القرآن والسنة، بأنه يريد تميزا أو شهرة أو تكثير الأتباع، تنفيرا عن دعوته. لذا أخي تجنب الحكم على النوايا واحكم على الأفعال الظاهرة من حيث موافقتها ومخالفتها لأمر الله عز وجل.

والسلام عليكم ورحمة الله.