→ جميع المقالات
أساليب الباطل - الحلقة 9
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام لا زلنا نتكلم عن أساليب الباطل عندما يعجز عن مواجهة الحق وحججه وبراهينه. استوقفتني آيات في سورة (ص) تحكي عن الكفار كثيرا من هذه الأساليب. قال الله تعالى: ((وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ( 4 ) أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ( 5 ) وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ( 6 ) ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ( 7 ) أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ( 8 ) ))
دعاهم محمد صلى الله عليه وسلم إلى ما يجذب الفطر ويقنع العقول. فبماذا ردوا عليه؟ بالمنطق؟ بالنقاش؟ لا طبعا! تعالوا نستعرض أساليبهم:

  1. الافتراء على صاحب الدعوة بلا بينة: ((وقال الكافرون هذا ساحر كذاب))
  2. إبداء التعجب من شيء مع أن العجب كله في خلافه: ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب))...لماذا تتعجبون؟! تعالوا نتناقش...بل هم أضعف من ذلك فلجأوا إلى الأسلوب الثالث وهو:
  3. الفرار من النقاش: ((وانطلق الملأ منهم))...عندما حشروا في زاوية النقاش انطلقوا وتفلتوا.
  4. إعلاء الصوت بالجعجعة والتواصي بالباطل. فالضعيف يتظاهر أنه مقتنع بباطله من خلال أمر الآخرين به ليشعرهم أنه تشبع بمبادئه إلى درجة الدعوة إليها. بماذا تواصوا وهم منطلقون؟ ((أن امشوا واصبروا على آلهتكم))، وهذا ينقلنا إلى الأسلوب الخامس وهو:
  5. تزيين الباطل كأنه شيء يحسن الصبر عليه: ((أن امشوا واصبروا على آلهتكم)) أي استمروا فيما كنتم عليه من شرك واصبروا على مبدئكم هذا. وبئس الصبر! صبر على الشرك والجهل ورفض الحق!
  6. نظرية المؤامرة والتشكيك في نية الداعية، وذلك في قولهم: ((إن هذا لشيء يراد))، أي إن هذا الذي يدعوكم إليه محمد -صلى الله عليه وسلم- من التوحيد لشيء يريد به الشرف عليكم والاستعلاء، وأن يكون له منكم أتباع، فلا تجيبوه إلى ذلك.
  7. رد الحق لمجرد أنه خالف ما ألفوه وورثوه، وذلك في قولهم: ((ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة))..أي ليس هذا ما علمنا إياه آباؤنا وأجدادنا.
  8. الإطلاقات والأحكام العشوائية التي لا دليل عليها، وذلك في قولهم: ((إن هذا إلا اختلاق (7)))...أي ليس ما جاءكم به إلا كذبا مفترى...حاشاه.
  9. الاعتراض على شخص من جاء الحق على يديه، وذلك في قولهم: ((أؤنزل عليه الذكر من بيننا))...لماذا محمد؟ لماذا لم ينزل الذكر على أحد منا نحن بني مخزوم مثلا؟

تسعة أساليب وحجج، ليس فيها أسلوب عاقل ولا حجة منطقية واحدة! وإنما جعجعة وتهرب. لذلك أخي لا تغتر إن شهدت نقاشا بين طرفين فرأيت أحدهما يحشد "الأدلة" في نظره ويستكثر من النقاط. فقد تكون كلها باطلة كما كانت أدلة قريش هذه.

راجع يا أخي الآيات في سورة (ص) وتأملها واحمد الله أن هداك للإسلام. والسلام عليكم ورحمة الله.