→ جميع المقالات
أسباب ضيق الصدر على مواقع التواصل الاجتماعي
٨‏/٢‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام، عندما يتعرض أحدنا لما يحزنه فإن من أعظم ما ينفعه الله به أن يوفقه لمراجعة نفسه وتصويب أخطائها بدلا من الانشغال بالتظلم من الآخرين والشكوى منهم. على مواقع التواصل الاجتماعي قد يصيبنا الغم والهم من تفاعلنا مع بعض الناس وسماع أذيتهم. تعالوا نرى أسباب ذلك على ضوء الكتاب والسنة:

  1. التقصير في الإخلاص: فأحدنا عود نفسه على أن يتخذ من الإعجابات والمشاركات والتعليقات الإيجابية على المواد التي ينشرها مصدرا لتعزيز نفسه ودفعها إلى المزيد من المشاركات.

وقد ينسى في ذلك تجديد النية واستحضار الإخلاص وجعل مرضاة الله عز وجل هي المحرك الأساس، وأن يجتهد في إصابة الحق ثم يكون ممن قال الله فيهم: (ولا يخافون لومة لائم). إن قصرنا في ذلك فإن صدورنا تضيق عندما نسمع ما يسوؤنا من البعض، لأنا عودناها على الحفاوة الزائدة بكلام الناس. وكما سُررنا بمن يمدحنا بما ليس فينا، فإنا نجازى بمن يذمنا بما ليس فينا! 2. الاشتغال بالضمان عن الأمر: أَمَر الله عباده بأوامر وضمن لهم ضمانات. فالسعيد من اشتغل بالأمر، مؤمنا أن الله أصدق ضامن. والمحروم من انشغل بما ضمنه الله عما أمر به فأضاع كليهما! قال الله تعالى: (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا)). الأمر: أن تكون من الذين آمنوا، والضمان: أن يدافع الله عنك. وأقسم نبينا صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أمور منها: ((وما ظُلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا)). والصبر المقصود هو الصبر الجميل، لا الصبر الذي يخالطه كثرة تأفف وقيل وقال وانشغال عن الدعوة النافعة. فاشتغِلْ بما أمرك الله به وثق تماما وآمن بأنه سيدافع عنك حينئذ. 3. مخالفة أمر الله بالإعراض عن الجاهلين: طبعا ليس كل من يخالفنا جاهلا، لكن البعض لديه جهل في أسلوبه إذ يعتمد السباب أو الطعن في النوايا. ماذا أمرنا الله أن نفعل مع هؤلاء؟: ((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)) فالله تعالى يعلم أن الذي يأمر بالعرف لا بد أن يتعرض له الجاهلون، فأَتْبَع هذا الأمر بقوله تعالى: ((وأعرض عن الجاهلين)). ضيق صدرك قد يكون عقوبة مخالفة أمر الله، إذ تحرص على رضا الجاهلين أو تشغل نفسك بمتابعة ما يقولونه فيك والرد عليهم. وقال تعالى في وصف عباد الرحمن: ((وإذا مروا باللغو مروا كراما)). ومرور الكرام يتطلب أيضا ألا يقف الإنسان عند كل من يؤذيه وينال منه. من خالف أمر الله في هذا فإنه يبتلى بسيطرة أذية الجاهلين على تفكيره، فيصبح موجهه فيما يقول ويفعل طلب مرضاة الناس، وبما أن رضا الناس كلهم غاية لا تدرك، وما يرضي بعضهم يسخط الآخرين، فإنَّ طالِبَ رضاهم يتخبط ويتردد وتتذبذب مواقفه وتخرج كلماته خجولة خائفة من ردات الفعل! ومن أعرض عن هذا كله وجعل مرضاة الله نصب عينيه فإن الله يجعل لكلامه رونقا وقبولا وتأثيرا. وإني أنصح كل من لديه صفحة يكثر التفاعل عليها أن يستعين بأحد المتابعين ليزيل الكلام المؤذي حتى لا يقرأه فيعمل في نفسه ويصده عما هو فيه من خير أو يؤثر في نيته، مع الإبقاء على الاعتراضات العلمية والمناقشات الجادة. أسأل الله أن يرزقني وإياكم صلاح القصد وصواب القول والفعل والاشتغال بأمره سبحانه وأن يستعملني وإياكم في طاعته ويجعلنا من أنصاره. والسلام عليكم ورحمة الله.