→ جميع المقالات
أعداؤنا يستخدمون ردود أفعالنا
٢٦‏/٤‏/٢٠١٥

صحيح أن علينا أن نتابع دراسات مراكز التخطيط الغربية ونطلع على ما يريدون أن يكيدونا به، لكن في الوقت ذاته علينا أن نحذر من أسلوب أظن أنهم أصبحوا يستخدمونه معنا:

  • يريدون تعميق الفرقة بين المسلمين، فينشرون دراسة –على أنها موجهة للساسة الأمريكان فحسب- مفادها وجوب دعم الجماعة الفلانية (من المسلمين) لأن ذلك يخدم الأجندات الأمريكية.
  • نحن: نقرأ الدراسة، فنعتقد أننا اكتشفنا المؤامرة...وتبدأ "النُّخب الفكرية الإسلامية" بالحديث عنها والإشارة إلى أن هذه الجماعة المعنية تمارس العمالة من حيث تشعر أو لا تشعر.
  • "أو لا تشعر" هذه تسقط عند التناقل بين الشباب الأقل ثقافة، وتُختزل العبارة في: (الجماعة الفلانية عميلة لأمريكا)...(صنيعة راند)...إلخ.

والدليل: (دراسة مركز راند أو معهد واشنطن أو معهد كارنيغي الفلانية(! وبهذا، قد نوصل الرسالة التي يريد عدونا أن نوصلها نحن بأنفسنا! ليُحدث -من خلالنا- مزيداً من الفرقة والتخوين وسوء الظن بين الجماعات "الإسلامية" وأنصارها!

  1. قد لا يستخدمونها للتشكيك في جماعات فحسب، بل وتوجهات فكرية ودعوية، بحيث لا يبقى أحدٌ خارجَ دائرة الشك.

بل وبعض الدراسات الحديثة أصبحت تنص على أن "أفضل طريقة لدعم التوجه الفكري الفلاني هو تركه وإفساح المجال له، دون دعمه بشكل مباشر". وبهذا يصبح مجرد ترك توجه فكري دعوي أسلوبا سهلا للإسقاط من عيون الشباب المسلم غير المنضبط بالقواعد الشرعية في اتهام إخوانه المسلمين.

  1. ولنلاحظ أنهم يتابعون ردود فعل المسلمين على مواقع التواصل بشكل حثيث.

فقد كثُرت مؤخرا تصريحات الساسة الأمريكان حول حجم استخدام "الإسلاميين" و"الجهاديين" لمواقع التواصل بل وعدد التغريدات المؤيدة لجماعةٍ ما يوميا! ويبدو أن من أهدافهم في هذه المتابعة توجيه ردود الأفعال وتوظيفها بشكل غير مباشر.

  1. أعود وأقول: لعلي كنت من أول من نبه إلى خطورة الدراسات الغربية مثل دراسات راند، ولا زلت أعتقد بضرورة متابعتها، لكني أخشى أن "ردود الأفعال الموجهة" أصبحت من المقاصد الرئيسية لهذه الدراسات.

  2. وهم في هذا كله يعتمدون على سوء الظن المتفشي بين المسلمين.

  3. وهذا كله يؤكد على مبدأ مهم جدا: أننا عندما نناقش منهج جماعة أو توجهاً فكري أو مواقفَ وسلوكاً، فينبغي أن يكون مرجعنا في ذلك كله نصوص الشريعة، لا مراد أعدائنا منا، ولا إلى ما قالته تلك الدراسة أو تلك.

والله تعالى أعلم.