كثير من الناس لـمَّا يستمر في معصية (صحوبية بين الشباب والفتيات، عد التزام بالحجاب الشرعي...إلخ)...يكون رافضاً أن "يعترف" انه مخطئ.
لماذا؟
لأن كلمة (يعترف) هذه تُصَور له أنه جالس مطأطئ رأسه/رأسها أمام "الشيخ" أو "الملتزم"طالباً منه السماح!
فعلى طول ينفر ويبدأ يتذكر سلبيات هذا "الشيخ"، أو تتذكر هي سلبيات "الشيخة" وأخطاءهم ومعاصيهم التي هي من نوع آخر.
- "أنا "أعترف" له؟ لماذا ؟ هو أحسن مني؟! مش هُمّ الي عملوا كذا وكذا...."
(وطبعاً طوفان "هُم" هذه تأخذ الصالح والطالح في التعميم).
وعند نقطة التحول الخطيرة هذه يبدأ تبرير المعصية:
- يخاطِبه "الشيخ" بآية لتذكيره بأن ما يفعله معصية...فينكر معنى الآية ويفسرها تفسيرت فاسدة ويبحث عن "شيوخ مودِرن"، "مفكرين" يفسرونها على هواه !
- يقرأ حديثاً يُشعره بالخطأ...فيُنكر الحديث ويتابع فيديوهات من يشكك في السنة كلها !
و هو في هذا كله تسيطر عليه عقدة الصورة المنفرة في اللاوعي: صورته وهو جالس يعترف أمام "الشيخ" النصاب في نظره أو أمام "الشيخة" النصابة في نظرها...هذا النفور يجعله يفعل كل شيء لئلا يجلس هذه الجلسة المهينة !
اسمعوا يا شباب/اسمعوا يا فتيات:
- لن أدافع هنا عن "الشيوخ" و"الشيخات"، فبعضهم عنده بالفعل معاصٍ أسوأ من المعصية التي نهوكم عنها في البداية كالصحوبية والأغاني و...و...
- لن أتكلم عن خطأ التعميم وأنكم تخالفون (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
- ولن أتكلم عن رفض أن يُقَسَّم المسلمون أصلاً إلى "شيوخ" و"عاديين" أو "رجال دين" و"رجال دنيا".
- بل: وليست قضيتي الآن أن أقول لكم: اتركوا معاصيكم.
- دعوكم من هذه كله لنركز على أهم شيء:
- أنت وأنتِ ليس مطلوباً منكم أن "تعترفوا" لأحد من البشر في جلسة مهينة..فديننا ليس دين صكوك الغفران ولا دين "الاعتراف" لـ"رجال الدين" على طريقة أهل الكتاب.
- لكن أرجوكم: اعترفوا لله...تواضعوا لله...انكسروا لله...أذلوا أنفسكم لله...لله ربكم...لا لي ولا لشيخ ولا لمحجبة ولا لغيرهم.
- أرجوكم: إذا نصحكم البعض ولم يعجبكم هو أو طريقة نصيحته أو أي شيء: اكتفوا بالسكوت...لا تبرروا، لا تدافعوا عن الحرام...
- بل أقول لكم: إذا كان الذي ينصحكم متناقضاً بالفعل عنده عدم صدق ومع ذلك يتكلم كأنه ملك كريم فأغضبكم، فقولوا له: أنا أنكسر لربي...لا تتوقع مني أن انكسر أمامك وأنت تفعل كذا وكذا..
- لكن أرجوكم: لا تحرموا أنفسكم من الدخول في قول الله تعالى:
(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم).