أيها الكرام، بعد كلمتي بعنوان ( الإعجاز العددي حقيقة أم وهم ؟) رد بعض الإخوة الأحبة باعتراضات. ويراسلني إخوة بهذه الاعتراضات طالبين سماع رأيي حتى يرسوا على بر بالنسبة لموضوع الإعجاز العددي. وانا هنا لن أُفَصل في الموضوع، لأنه من الواضح أننا نحتاج أن نتفق بداية مع إخواننا المعترضين على مقدمات، أهمها تعريف الإعجاز، وبماذا يقع التحدي في القرآن؟ ثم مناقشة المنهج العلمي وضرورة أن يكون مطرداً لا انتقائياً..ثم مناقشة الأمثلة التي يرودونها مثالاً مثالاً. وليس هذا مقام تفصيل طويل كهذا. إنما أقول في نقاط يا كرام:
ومع ذلك قلتُ بوضوح أن هذا لا يمنع من تسمية ما يصح منها (لطائف)، فباب اللطائف أيسر من الإعجاز. فإذا اتفقنا على هذا كان الخلاف في ما بعدها هيناً.
فأما كلمة (يوم)، فما فعله عدد من الإخوة في حسبتهم لـ (يوم) أنا واعٍ به من قبلُ أصلاً، ولا أنكر أن (يوم) بالشروط التي وضعوها تتكرر 365 مرة، أعود فأقول: بالشروط التي وضعوها. الغريب أن كثيرا من الإخوة المعترضين علي يقولون: (بلى يا إياد، يوم تكررت 365 مرة وتعال نثبت لك) ويبدأون بالحساب..يا جماعة أنا أصلاً في كلمتي كنتُ قد أحلت على مقال موقع (الإسلام سؤال وجواب)، والذي لم ينكر أن كلمة (يوم) بشروطكم تتكرر 365، لكنني الموقع نعترض عليكم في إدخال أشكال من الكلمة واستثناء أخرى دون منهج واضح. فإذا قلتم إن كلمة (يوم) تكررت 365 مرة قلنا لكم: لا غير صحيح..أما عندما تضعون شروطاً انتقائية فنعم، لكن هذه الشروط لا مبرر لها. نتيجة محددة سلفاً وعلى أساسها تستثنون أشكالا من الكلمة وتدخلون أشكالاً أخرى. فجاء في الموقع: (وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي ، ومن ذلك قوله : إن لفظ اليوم ورد في القرآن ( 365 ) مرة بعدد أيام السنة ، وقد جمع لإثبات هذا لفظي " اليوم " ، " يوماً " وترك " يومكم " و " يومهم " و " يومئذ " ؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه !). فنحن نتساءل: على أي أساس علمي يا إخوة تدخلون (يوم، يوماً، ليوم) وتستثنون (يومئذٍ، ويومهم، ويومكم)؟ حتى تخرجوا بنتيجة أن الكلمة تكررت 365؟
كل هذا يجعلني لا أتقبل اعتبار عدد تكرار كلمة (يوم) داخلة في باب اللطائف أصلا فضلا على أن تكون من باب الإعجاز!
أنا كنت نصحت بهذا البرنامج لكن د. عادل نبه على أنه مثلاً لما تبحث عن كلمة (يوم) بإن البرنامج يحصي كلمة (قيوم) ضمن النتائج. فحتاج تدقق قبل ان تقول للناس كلمة (يوم) تكررت كذا مرة.
لكن مرةً أخرى: على أي أساس علمي نُدخل في الحساب (شهر) و (شهراً) ونستثني (شهرين) و(أشهر) و(شهور)؟ على أي أساس نُدخل المثنى والجمع حيناً ونستثنيها حيناً؟ الذين يقولون بالإعجاز العددي حين أرادوا إظهار توافق بين عدد مرات ملائكة وشياطين أدخلوا في الحساب ملكين، ملك، ملكاً، وملائِكَتِه. بينما هنا في (شهر) استثنوا شهرين وشهور وأشهر. فعلى أي أساس ندخل التصاريف حيناً ونستثنيها حيناً؟ بل وندخل بعض التصاريف ونستثني بعضها؟
جميل، هل هذا من الإعجاز؟ هل هذا مما يُتحدى البشر أن يأتوا بمثله؟ لذلك ختاماً يا كرام، بغض النظر عن الأمثلة التفصيلية، تبقى الفكرة العامة أن تناسب التكرار يكون أحياناً مبنياً على اشتراطات ليس لها أساسٌ مُطَّرد، وما يصح منه ليس مما يعجز البشر بل لا يزيد على أن يكون من اللطائف.