→ جميع المقالات
الانحراف النفسي في ردود الأفعال !
٢٩‏/٩‏/٢٠١٦
  • لا يهمني التعليق على حدثٍ ما بقدر ما يهمني معالجة ما تكشفه ردود الأفعال على هذا الحدث، كالخلل المخيف في التفكير، والذي تعاني منه شرائح من المسلمين، بل ومن "خواصهم"!
  • ينبغي أن يكون المـُسَلَّم الأعظم لدى كل مسلم هو تعظيم الله تعالى وتعظيم دينه وشعائره.

فكل من مسَّ بهذا التعظيم بشيء من السخرية أو العبث فهو الذي يستحق البغض الشديد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله).

  • وكل ما تحويه قواميس الشتائم لا يكفي لوصف أي مرتكب لهذه الجريمة الكبرى من استهزاءٍ بخالقه ورازقه سبحانه وتعالى.
  • في المقابل، فهناك تصرفات تأتي كردود أفعالٍ على هذا الاستهزاء...هذه التصرفات ينبغي أن تُناقش نقاشا فقهيا هادئا، فتُناقش المصالح والمفاسد بناء على النصوص الشرعية.
  • عندما يُتكلم عن الجريمة الكبرى بـهدوء و"أدب" في صيغة (نختلف مع فلان في طرحه ولا نتفق مع منهجه) بينما يُتكلم عن أصحاب ردود الأفعال بحقدٍ وكراهية وعصبية، فإن هذا من الانحراف النفسي، والانتكاسة وموت القلب، ودليلٌ خطيرٌ على فتور تعظيم الله تعالى في القلوب!!
  • والعجيب أن يكون الأسبق لهذا الانحراف والتصريحات العاطفية غير المتزنة هم أساتذة الشريعة والدعاة والهيئات والروابط "الإسلامية"! إلا من رحم ربي.
  • تصريحك العاطفي أيها "الشيخ" لا يساوي شيئا حتى ينطلق من قال الله وقال رسوله، وموقفك لا يكتسب أية شرعية إلا بالدليل الشرعي.

هذا ما علَّمَنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم إذ قال في حجة الوداع: (ألا كلُّ شيءٍ من أمرِ الجاهليةِ تحت قدميَّ موضوعٌ) (رواه مسلم). فكل المنطلقات التي لا تستند إلى أمر الله فهي جاهلية، والمواقف التي تُبنى عليها لا تساوي قشرة بصلة.

  • ليس هذا الكلام لتخطئة أو تصويب فعل من الأفعال، وإنما لتخطئة الطريقة التي تُتخذ بها المواقف ولا يُعَلَّم بها الناس أن يردوا الأمر كله إلى الله وإلى الرسول.
  • إن كنت أيها "الشيخ" لا تريد أن تتكلم بلغة فقهية، وبألفاظ "يحرم" و"يحل"، ولعلك لا تريد أن تصطدم بحديث الأعمى وزوجته التي كانت تنتقص من النبي، وحديث ابن الأشرف، فوضح حينئذ أنك تتكلم بصفتك "الإنسانية العاطفية" بعيدا عن صفتك الشرعية، حتى لا تُلبس على الناس أن موقفك هذا من الدين!
  • فإن أبيت أن تفعل، فلا تتكلم باسم غيرك، ولا تُمارس الوصاية الفكرية، فإني أحسب أن في الناس من هم –مثلي- لا يعنيهم إلا الخطاب الشرعي المتوازن.
  • لا نحب وقوع صدام مع النصارى في بلاد المسلمين لأن حقَّ هؤلاء الأصيلَ علينا هو دعوتهم لدين الله تعالى وترغيبهم فيه.

وإنا لنُشفق على النصارى الذين بيننا من تضليل بعض المسلمين أنفسِهم لهم بنفاقهم الاجتماعي وقلة غيرتهم على دينهم، ولو رأوا منا صدقا وتعظيما لله كما ينبغي لدعا ذلك كثيرا منهم للدخول في دين الله تعالى. هذا التنفير عن الإسلام بالنفاق وقلة الغيرة هو الفتنة! نعم، هو الفتنة.

  • وأكبر فتنة هي أن يُمس تعظيم الله تعالى.

يا ناس! الله تعالى قال فيمن قال (اتخذ الرحمن ولدا) اعتقادا وتدينا لا استهزاءً...قال فيهم: (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا (88) لقد جئتم شيئا إدَّا (89)) أي منكرا عظيما (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (90) أن دعَوا للرحمن ولدا (91) ). كلمة قيلت تدينا لكنها لا تناسب جلال الله، ويقول الله تعالى أن السماوات تكاد أن تتفطر منها وتنشق الأرض وتخر الجبال...فما بالكم بمن يستهزئ بالله تعالى؟!؟!

  • كنت دائما أكره تسمية "إسلامي" و"شيخ"...لأنها ترتبط بشعارات ومظاهر قد لا توافق واقع الحال.

وقد رأيت أناسا من "العوام" قد يكون أحدهم واقعا في منكرات، ومع ذلك يغار على دين الله وينفر من الانحراف النفسي الذي رآه من بعض "النخب" للأسف! مثل هذا أراه أكثر إسلامية بمليون مرة من "الإسلاميين"! -إن كنا فاقدين للتوازن المتطلب لتعظيم حق الله تعالى فلا نستغرب إن لم يعظم الله حقنا في قلوب من يملكون زمام أمورنا فنتلقى الركلات واحدة تلو الأخرى! والله المستعان.