ضمن حملة تغيير المناهج، تم إضافة النص التالي لكتاب (الوطنية) للصف الرابع ص32: (تأمل الموقف الآتي، ثم أجب عما يليه من أسئلة: ذهبت عائلة محمد في رحلة إلى البحر الميت، وما إن وجدت مكانا نظيفا قريبا من الخدمات العامة حتى سارعت إليه، وقضت فيه يومها، ثم غادرت المكان خلفها تاركة الأوساخ متناثرة، والمياه منسكبة، والروائح كريهة). علق الأخ الدكتور جمال الباشا حفظه الله على إقحام اسم (محمد) في هذا النص المنفر بقوله: (لن يستطيع أحد أن يقنعنا بأنَّ وضع هذا الاسم المعظَّم عند المسلمين جاء عفوياً وبحسن نيةٍ من الواضعين، فنحن نعلم جيدًا كتربويين كيف ترتبط التصورات الحسنة والسيئة في الذهن مع الأسماء المقترنة بها، وانطباع تلك التصورات في اللا وعي، وتوظيف ذلك في الترغيب والترهيب خصوصا لدى الأطفال. فهل ضاقت آلاف الأسماء بواضعي المناهج ليختاروا منها ما شاؤوا سوى هذا الاسم السامي؟!) وأقول مؤكداً على كلامه: عندما كنت في مرحلة البكالوريوس، جاء دكتور إيرلندي ليدرسنا مادة الأمراض الجلدية ضمن مساق الباثوفسيولوجي. لم ألاحظ عليه شيئا ملفتا، إلى أن جاءني أحد طلاب الدفعة التالية يقول لي: (يا إياد هذا الدكتور عمل حركة حاقدة! عرض صورا لأمراض جلدية، دون باجات الأسماء، لكن عند صورة مرض منفر عرض الصورة مع اسم المريض: محمد)! شككت يومها أن الدكتور الإيرلندي قصد شيئا بذلك، إلى أن رأيته يوما في الباص، فاستأذنته أن أجلس بجانبه...ارتبك في البداية، لكنني أشعرته بـ"البساطة" ليُخرج ما عنده، ودار بيننا نقاش...قُبيل افتراقنا عند دوار صويلح، أخرج لي هذا الدكتور (الذي يفترض أنه جاء ليدرسنا الأمراض فقط) نسخة من "الكتاب المقدس" وفيلما تنصيريا من حقيبته وأهداهما لي! ليس إقحام اسم نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه السياقات سهوة أبداً, وكما تساءل الدكتور جمال الباشا: لماذا لم يسموا تلك العائلة الوسخة عائلة جورج مثلا؟! لا تستهينوا بأثر ذلك في نفسيات أطفالنا، فنحن الذين نعرف من (محمد) صلى الله عليه وسلم نحاكم النصوص إلى بُنيتنا المعرفية المُعظِّمة للدين، بينما أبناؤنا تُصاغ بنيتهم المعرفية النفسية بمثل هذه النصوص المشوهة مع إزالة الأحاديث التي تُعرفهم من (محمد) صلى الله عليه وسلم. فنقول لهؤلاء العابثين: بل أنتم الذين نثرتهم الأوساخ في المناهج، ورائحة حقدكم على الإسلام هي الكريهة، وحسبنا الله ونعم الوكيل!