→ جميع المقالات
التهاون في تناقل الصور
٢٦‏/٧‏/٢٠١٨

أصبح معتاداً جداً أن تفتح رسالة صديقك "الملتزم" أو تشاهد منشوره فتجد فيه صورا مكشوفة للنساء تحت مسميات مختلفة:

  • غربية تقف موقفا إنسانيا من مسلم
  • استنكار نشاطات لمعادين ومعاديات للدين أو لغافلين وغافلات
  • خبر سياسي
  • امرأة تسأل داعية فيجيب إجابة قوية
  • استنكار وجود داعية أو شخص متبوع في احتفالات لا تليق بمثله
  • مقال صحي أجنبي فيه معلومة توافق ما جاء في ديننا
  • أو حتى مقاطع لمجرد التنكيت والتسلية.

الظاهرة المزعجة أن هذا كله أصبح يُنشر ويأتيك من إخوة الأصل أنهم متدينون ! دون أدنى احتياط أو محاولة طمس للصور غير اللائقة..ونحن هنا لا نتحدث عن صور "محتشمة" نسبياً، بل عن صور مكشوفة بشكل مبتذل..بحيث أصبحت تضع يدك على قلبك قبل أن تتابع ما ينشره أو يرسله لك أخوك "المتدين"! إخواني، أظننا نحتاج هنا إلى وقفة!

  • ما الحكم في فعل هذا؟ حرام أم حلال؟ هل كل المبررات التي تُذكر عادة تنقل هذا الفعل إلى دائرة الجواز؟ ألسنا نرفع دوماً شعار ضبط التصرفات بالحكم الشرعي؟!
  • ألم يأمر الله تعالى بالحجاب والستر لحكمة؟ أليس له دور في حفظ طُهر القلب ونقاء الروح وصفاء الذهن عن التعلق بما لا يحل؟ فهل تناقلنا لهذه الصور والمقاطع يحفظ هذه المقاصد العالية أم يهدمها؟!
  • ثم أليس في ذلك نوع من الفصام؟ أن نحرص على حسن حجاب زوجاتنا وأخواتنا وبناتنا، ثم نتناقل مثل هذه الصور التي لا فيها حجاب ولا "شبه حجاب" (إن صح التعبير) ولا أدنى احتشام؟!
  • ألا نقتل بذلك خُلُق وفطرة الحياء التي يعمل أعداؤنا حثيثا على قتلها وطمسها من نفوسنا ونفوس بناتنا؟!

أكتب هذه الكلمات وأنا مستاء حقيقة ومتعجب مما أرى من صفوة الإخوة الأفاضل، الذين كانوا أكثر حرصا وحذرا إلى عهد قريب جدا. يمكنك نقل الخبر دون الصورة، وإن كانت الصورة أبلغ، فتقوى الله أبلغ وأبلغ! وسيبارك الله في كلمات قليلة تكتبها تتحرى فيها مرضاة الله. ودع عنك جوقة "الإرهابيين" و"الإرهابيات" الذين سيحشرونك في بوتقة "المتخلفين المتشددين المنشغلين بالقضايا التافهة" وغيرها من الاسطوانات المشروخة التي يبدو أنها أثرت في نفوس كثير منا للأسف، فأصبح يتصرف لا شعوريا على وقع "إرهابهم". قد نتعاطف مع هؤلاء ونتفهم أسباب تشنجهم والعقد التي أصابتهم من ممارساتٍ سيئةٍ بالفعل لبعض "المشايخ" غير المتوازنين.. لكننا لا نصبح مهجوسين بإرضائهم ومداراة عقدهم! ولا ننتقل من شطط الانشغال بهذه المسائل عن القضايا الكبرى إلى شطط التفريط، بل نصحح ونقوم ونتواصى معهم بطاعة الله...والله تعالى أعلم.