→ جميع المقالات
السوية النفسية أمر مهم جدا يغيب عن بالنا كثيرا.
٢٩‏/٣‏/٢٠١٤

أن تكون سويا من الناحية النفسية يعني أن تكون منسجما مع ذاتك، صادقا مع نفسك، فيك خصال إنسانية فطرية كحب من أحسن إليك والوفاء له، تحترم الكبير وتعطف على الصغير، تألف وتؤلف، مريح في التعامل. بينما المشوه نفسيا يخدع نفسه ويفجر في الخصومة ويتعالى على الناس، يسيء الظن بهم ولا يقبل نصحهم، ألد الخصام، إن اختلف مع أحد تفنن في تحقيره غير آبه بجوانب الخير فيه. يحسد ويحقد، وإن لم يستطع الصعود إلى مرتبة غيره سعى في إسقاطه لئلا يحس بالنقص. هذا التشوه النفسي سبب لكثير من المشاكل، حتى بين بعض من يعتبرون أنفسهم متدينين بالمفهوم الضيق عن التدين. ما أجمل التدين "الظاهر" مع السوية النفسية، وما أقبحه مع التشوه النفسي. بل إن كثيرا من تعاليم الإسلام جاءت لتحفظ السوية النفسية لأنها ركن أساس في "التدين". وقد تجد إنسانا عاصيا في بعض جوانبه لكنه سوي نفسيا، سليم الفطرة. وهؤلاء قد يكونون أقرب إلى الله تعالى من كثير ممن يعتبر نفسه متدينا! لأنهم حازوا هذا الجانب المنسي من "التدين": السوية النفسية. وهؤلاء ما أقربهم إلى الخير إن دعوا إليه. على ضوء ذلك نفهم الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تجِدونَ النَّاسَ معادِن: خيارُهم في الجاهليَّةِ خيارُهم في الإسلامِ إذا فقُهوا. وتجِدونَ خيرَ النَّاسِ في هذا الشَّأنِ أشدَّ له كراهيةً. وتجِدونَ شرَّ النَّاسِ ذا الوجهينِ، الَّذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ، ويأتي هؤلاءِ بوجهٍ). فالناس معادن. من كان سويا نفسيا في الجاهلية تراه خير الناس في الإسلام. أما المداهن الكاذب فشر الناس وإن تمسح بمسوح الدين: إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدب يفيد ولا أديب فاللهم ارزقنا شخصيات سوية.