فالعلاقة تكاملية لا تنافسية، كما القلب والرئتان للجسد الواحد. وحين أعطى الإسلام لكل منهما حقوقاً وواجبات فإنما كان ذلك بما يضمن تكامل العمل.
فلا يلبث الأبناء أن يصبحوا عبئاً يتعارض مع مشاريع الوالدَين (الشخصية)، ومنها التسلية و"إثبات الشخصية" مع الأصدقاء وعلى مواقع التواصل. فيُترك الأبناء للثقافة الغالبة والغزو الفكري الأخلاقي. أبناؤك مشروعك الأكبر، والإثبات الحقيقي لشخصيتك، وصدقتك الجارية بعد مماتك، وانشغالك عنهم يحولهم إلى معاول هدم لهذا كله! (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة).
وجهد أعدائها منصب على تفكيكها. ومع ذلك فبإمكاننا في بيوتنا أن نحفظ أُسَرنا ونقويها لتكون أنوية مجدٍ جديد، دون أن تنفد إلينا سهام أعدائنا. بينما قد نفعل بأنفسنا ما لا يملك أعداؤنا أن يفعلوه بنا إذا لم نتَّقِ الله في علاقاتنا الأُسَرية!