أصابك غمٌّ؟ نظرت في حالك مؤخراً فلم تجدْ أنك فعلت معصية "جديدة"؟ فتساءلت: (من أين جاءني هذا الغم؟).
اعلم أخي في التعامل مع الله:
وكان ايضاً من دعائه عليه الصلاة والسلام فيما يرويه الإمام مسلم:
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).
لكن إحساسنا بالمعصية تبلد فما عدنا نراها! بل أصبحت جزءاً من الخلفية الباهتة لحياتنا اليومية.
أنَّ لدينا أحياناً "لؤماً" في التعامل مع الله ! فنستهين بالذنب، ثم ننظر: فإذا لم يعاجلنا الله بعقوبة أمِنَّا وضممنا هذا الذنب إلى دائرة (مكتسباتنا) وما نستمرئه ونعتاده من معاصينا ! على اعتبار أن الله أمرَّها لنا (مشَّالنا إياها)، ناسين في ذلك الحياء من الله وترك المعصية حباً له وتعظيماً.
أننا أُمَّة مرحومة.
فالغمُّ الذي يصيبك بذنبك ليس عقوبةً محضةً، بل قد يكون تطهيراً وتزكية، يرحمك الله به ليصرف عنك عذاباً أكبر يوم القيامة.
قال أبو بَكْرٍ: (يا رسولَ اللهِ، كيف الصَّلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]؟!) فكلُّ سُوءٍ عَمِلْنا جُزِينا به؟!
قال: (فهو ما تُجزَوْنَ به).
فالغم والحزن مطهرات مكفرات ذنوب.
تذكر هذا كله، حتى إذا أصابك غمٌّ، فإياك أن تقول: (لماذا يا رب؟)!! بل تستكين وتتوب وتعود قائلاً: (اغفر لي يا رب).
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واكشف عنا وعن المسلمين كل غم وهم وحزن.
ملاحظة: لا نحصر أسباب الحزن بالمعاصي القديمة وإنما نقول هي من أسبابه.