السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام لا زلنا نتكلم عن صفات النفاق. سنذكر اليوم صفة خطيرة أخرى. هذه الصفة هي الشك في وعد الله بالنصر والتمكين لهذا الدين. وهذه بلية عظمى تشل إرادة المنافق عن نصرة الدين. فهو يرى أن قضية الدين خاسرة. فعلام يتعب من أجلها؟! قال الله تعالى: ((ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء)) فالمنافق لما كانت حساباته أرضية ورأى قوة الكفار وانتفاشهم ظن أن الإسلام هالك وأن الله تعالى لن ينصر دينه. وهذا ظن سوء يمقته الله. من في قلبه نفاق ينظر إلى الكفار فيرى لديهم قوة مادية ينخلع لها قلبه، ثم يلوي عنقه إلى المؤمنين فلا يجد لديهم إلا عدة ضئيلة هي غاية ما استطاعوه، لكنهم مع ذلك مهللون مكبرون مستبشرون موقنون بنصر الله. فلعله يقول في نفسه: هؤلاء المساكين يعتقدون أن دينهم ينصرهم على الدبابات والطائرات والصواريخ!. قال تعالى في غزوة بدر: ((إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم (49) )) الشك في وعد الله بالتمكين للدين يؤدي إلى صفات نفاقية أخرى كثيرة فالشاك في نصر الله تنهزم نفسيته وتخور عزيمته وتنشل إرادته... فتراه بعد ذلك ينكص عن الجهاد...فعلام يجاهد إن كان الإسلام هو الخاسر عنده وتراه يكذب على المؤمنين ليعرضوا عنه ويدعوه ينسل من المواجهة مع الكفار وتراه يسارع في طاعة الكفار على حساب دينه...فهم الأقوى في نظره أفعال سوء هي جميعا ثمار مشؤومة للشك في نصر الله. قال الله تعالى واصفا حال المنافقين أيام الخندق: ((وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)) فإلام قادهم هذا الاعتقاد الفاسد؟ فلنتابع قراءة الآيات:
صفات ذميمة بدأت بالشك في وعد الله بالتمكين لهذا الدين. إذن إخواني فلنحرس بواطننا من هذا المرض الخطير...مرض الشك في وعد الله بالتمكين لهذا الدين. فهذا الدين منصور...يضعف أهله لفترة من الزمن بمقدار تفلتهم منه. لكنه لن يُجتث ولن يندرس. ولن تهلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم. والذي يحاول القضاء على الإسلام أسْفَهُ ممن ينقطع جوفه ويحمر وجهه وهو ينفخ على الشمس ليطفئ نورها: ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (9) )) (الصف). فيا أخي المؤمن لا تشغل نفسك بـ"كيف يمكن أن ينصر الله دينه؟" ولكن اشغل نفسك بأن تكون من الطائفة المنصورة العاملة لهذا الدين... فيكون لك شرف الإسهام في نصر الأمة ولو كان هذا النصر بعد مماتك. جعلني الله وإياك منهم. والسلام عليكم ورحمة الله.