السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام لا زلنا نسير مع الوصيا الربانية العشر في سورة الأنعام. سنقف اليوم مع الوصية التاسعة، وهي قوله تعالى: ((وبعهد الله أوفوا)) هذه وصية شاملة يندرج تحتها الكثير من المعاني:
نص بعض المفسرين أيضا على أن هذه الوصية تشمل كل عهد يتعاهد عليه اثنان من البشر، فمع أنه عهد بين شخصين إلا أن الله عز وجل سماه (عهد الله) تعظيما لشأن هذا العهد وأمرا بحفظه والوفاء به. ويشمل ذلك أشكالا كثيرة كعقود البيع والشراء والإيجار والشركات. فهذه كلها داخلة في قوله تعالى: ((وبعهد الله أوفوا)).
أيضا إخواني كثير منا عندما يقع في مشكلة يعاهد الله إن نجاه منها أن يكون من الصالحين وأن يكف عن المعاصي التي أقام عليها طويلا. لكنه بعد أن ينجيه الله بلطفه ورحمته تفتر همة هذا العبد ويعود بالتدريج إلى ما كان فيه من غفلة. فيأتي النداء الرباني مذكرا بزفرات اللجوء في لحظات الضيق، مذكرا بهذا العهد الذي قطعته مع الله: ((وبعهد الله أوفوا)).
إذن كانت هذه الوصية التاسعة من وصايا ربنا عز وجل، تأمرنا بالوفاء بالعهد مع الله ومع الناس. والسلام عليكم ورحمة الله.