→ جميع المقالات
الوصايا العشر - الحلقة 10
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام لا زلنا نسير مع الوصيا الربانية العشر في سورة الأنعام. سنقف اليوم مع الوصية التاسعة، وهي قوله تعالى: ((وبعهد الله أوفوا)) هذه وصية شاملة يندرج تحتها الكثير من المعاني:

  • يندرج تحتها الوفاء بما عهده الله تعالى إلينا في الوصايا السابقة في هذه الآيات. إذن كأن الله عز وجل يقول لنا: أتدعون الإيمان؟ إذن فاعلموا أنكم بادعائكم هذا قد عاهدتم ربكم على الالتزام بأمره ونهيه، فأوفوا بعهدكم مع الله، أدوا ما عهده إليكم: ((ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون (151) ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى)) هذا كله من عهد الله.
  • نعم، فالإسلام انقياد وتسليم لأمر الله: ((واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا)). دعوى الإيمان تستلزم وجود ميثاق –عهد- بينك وبين الله أن تسمع وتطيع، ولا تتعذرَ باختلاف الوقت أو ضياع المصالح أو الخوف من الناس، فتعصي الله لأجل ذلك...بل ((وبعهد الله أوفوا)).

نص بعض المفسرين أيضا على أن هذه الوصية تشمل كل عهد يتعاهد عليه اثنان من البشر، فمع أنه عهد بين شخصين إلا أن الله عز وجل سماه (عهد الله) تعظيما لشأن هذا العهد وأمرا بحفظه والوفاء به. ويشمل ذلك أشكالا كثيرة كعقود البيع والشراء والإيجار والشركات. فهذه كلها داخلة في قوله تعالى: ((وبعهد الله أوفوا)).

أيضا إخواني كثير منا عندما يقع في مشكلة يعاهد الله إن نجاه منها أن يكون من الصالحين وأن يكف عن المعاصي التي أقام عليها طويلا. لكنه بعد أن ينجيه الله بلطفه ورحمته تفتر همة هذا العبد ويعود بالتدريج إلى ما كان فيه من غفلة. فيأتي النداء الرباني مذكرا بزفرات اللجوء في لحظات الضيق، مذكرا بهذا العهد الذي قطعته مع الله: ((وبعهد الله أوفوا)).

إذن كانت هذه الوصية التاسعة من وصايا ربنا عز وجل، تأمرنا بالوفاء بالعهد مع الله ومع الناس. والسلام عليكم ورحمة الله.