→ جميع المقالات
الوصايا العشر - الحلقة 11
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام استعرضنا في الحلقات الماضية الوصايا تسعا من الوصايا العشر التي أوصانا بها ربنا عز وجل. نلاحظ هنا إخواني أن الله عز وجل ختم الوصايا الخمسة الأولى بقوله: ((ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون)) بينما ختم الوصايا الأربعة التي بعدها بقوله تعالى: ((ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون)). من العلماء من فسر ذلك تفسيرا لطيفا فقال أن الوصايا في الآية الأولى تناسب ذكر العقل. فقد قال تعالى فيها: (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)، والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له، ويدعو العقل كذلك إلى بر الوالدين، وينهى العقل عن القتل وإتيان الفواحش. فناسب أن تختم هذه الوصايا بقوله تعالى: ((لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)). بينما الوصايا في الآية الثانية تحتاج التذكر: ((وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلا بالتي هي أحسن)) كأنه تعالى يقول: تذكر لو مِتَّ فصار ولدك يتيماً، وكذلك توفية الكيل والعدل في القول والوفاء بالعهد. تذكر أنك لا تحب أن يخان عهدك فلا تخن، وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك. فكان لائقا بهذه الأوامر أن يقول بعدها: ((ذلكم وصاكم به لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))

ثم ختم رب العزة بالوصية العاشرة وهي قوله سبحانه: ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون (153) )) ((وأن هذا)) هذا، أي الإسلام عموما وما سبق من وصايا في الآيتين السابقتين. ((وأن هذا صراطي)) أي الموصل إلي وإلى مرضاتي. هذا الصراط الحق ((فماذا بعد الحق إلا الضلال)). هذا الصراط الأوحد المفرد الذي لا صراط غيره. ((مستقيما)) ومعلوم أن الخط المستقيم أقصر الطرق وأسهلها، وهو في حالتنا هذه الطريق الوحيد أيضا. هكذا دين الله، لا عوج فيه ولا انحراف: ((الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)). ((فاتبعوه)) لتنالوا الفوز والفلاح، وتدركوا الآمال في دار الأفراح.

بعد هذا الأمر نهي. بعد الأمر باتباع صراط الله يأتي نهي مهم. ترى عن ماذا ينهانا ربنا عز وجل. نحتاج لذلك حلقة مفردة في المرة القادمة بإذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله.