→ جميع المقالات
بالقرآن نحيا - الحلقة 11 - كيف لك قلب تفعلينها
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله. إخواني وأخواتي في الحلقات الماضية أخذنا أمثلة من الاستجابة الحية لأمر الله...كانت كلها من الرجال. اليوم نريد أن نحفز همة أخواتنا ببيان سرعة استجابة الصحابيات لأمر خالقهن وحبيبهن سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن)). كانت المرأة قبل ذلك تظهر شعرها ورقبتها وشيئا من صدرها، وهي ما تسمى بالجيب. ثم نزل الأمر من الله تعالى بتغطية ذلك كله بالخمار، والخمار لغة ما يغطي الرأس، يختلف عن النقاب الذي يغطي الوجه. إذن المطلوب من المسلمة بعد هذه الآية أن تغطي رأسها ورقبتها وصدرها، ولن نتعرض للخلاف في تغطية الوجه.

تُرى كيف كانت استجابة المسلمات لهذه الآية؟ هل قلن: (لكن يا رسول الله الدنيا حر)؟ خاصة في أجواء المدينة الحارة...هل قلن: (ننتظر حتى تخيط الخياطة حجابا)؟ بل كانت الاستجابة ما رواه البخاري أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: لما نزلت هذه الآية ((وليضربن بخمرهن على جيوبهن))، أخذن –يعني المسلمات- أُزُرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها...يعني الواحدة سمعت الآية وهي في بيت اختها أو أمها أو تشتري من السوق. بمجرد أن سمعت الآية شقت من ظرف ثوبها الطويل وغطت ما أمرها الله بتغطيته، حبا لله وطاعة ورجاء في الثوب وخوفا من العقاب.

أختي المسلمة، كيف إلك قلب تقرأي هذه الآية من الله تعالى يقول لك فيها: ((وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن))...وذكر اثني عشر صنفا يجوز لك أن تظهري أماهم دون حجاب...كيف إلك قلب تقرأي هذه الآية في رمضان وغير رمضان ثم بعد هذا تخالفين أمر خالقك وحبيبك سبحانه كأنك تقولين: (لا يا رب، سأظهر زينتي أيضا لحارس العمارة وشفير السيارة والبائع في المحل وزميلي في الجامعة والعمل والمشاة في الطراق ولكل الناس)؟! وكأن أمر الله لا يعنيك! هل تتوقعين أن تتأثري بالقرآن ويزيد إيمانك بعد ذلك؟ هل تفضلين تلبية أهوائك على لذة التنعم بالقرآن وحلاوة الإيمان؟ ((أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير))؟

أختي الكريمة، لاحظي نداء الله عز وجل في ختام هذه الآية، آية الحجاب...يناديك فيقول لك: ((وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون (31) )) (النور).

والسلام عليكم ورحمة الله.