السلام عليكم ورحمة الله.
أخي، أختي، أحيانا يكون من الأفضل ألا تفكر! كلام غريب، أليس كذلك؟
عندما تسمع كلام الله فكر وتأمل لتعرف ما يريده الله منك. لكن بعد هذا، لا تفكر ولا تحسب أتستجيب لأمر الله أم لا! لأنه بعد معرفة الأمر الرباني فأي تفكير أو حساب فهو من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، يتعاونان ليخذلاك عن طاعة الله. قال الله تعالى:
((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء))
ومعنى الآية: الشيطان يخوفكم بالفقر إن أنتم دفعتم الزكاة وتصدقتم، ويوسوس لكم بالفحشاء، وهي في هذه الآية بالذات الامتناع عن أداء الزكاة.
قال تعالى بعدها: ((والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم (268) )) مغفرة لذنوبكم وفضلا دنيويا بأن يعطيكم إن أنفقتم ويبارك لكم في أموالكم.
إذن، تفكيرك في عدم إخراج الزكاة، تفكيرك في التوقف عن إعانة شقيقتك المحتاجة، تفكيرك في التوقف عن تخصيص مبلغ لوالدتك كل شهر توسع به على نفسها...هذا التفكير من الشيطان يوسوس لك: (مستقبل أولادك أولى، بكره بتكثر مصاريفك وبتضطر تتداين، رايح تبيع بيتك)...وهكذا. اقطع التفكير من أوله لأنها كلَّها وساوس، وقل لنفسك: ((والله يعدكم مغفرة منه وفضلا)). وعلى ذلك فقس الواجبات الأخرى كلها...فهذه الآية قاعدة لها تطبيقات كثيرة:
((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء))، وهنا: الشيطان يخوفكم بطش الظالمين ويأمركم بالجبن، والله يعدكم الحفظ والتنجية من الظالمين. إذن اتخذ الموقف الذي يحبه الله واقطع التفكير في العواقب.
الشيطان يخوفكِ انتقاد من حولك ويأمرك بالتبرج، والله يعدك أن يكون لك مؤنسا عوضا عمن تركك وأن يجعل منهن من تَتْبَعُك على هذه الطاعة. هذه وعود الشيطان يقابلها وعد الله...أما الشيطان...((يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا))، وفي المقابل: ((وعدَ الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون)). فأيَّ الوعدين ستصدق؟ والسلام عليكم ورحمة الله.