السلام عليكم ورحمة الله.
أخي الكريم، أختي الكريمة، هل تجد الالتزام بالصلاة صعبا أم سهلا؟
هل يشق عليك أن تصلي خمس مرات في اليوم في أوقات محددة؟ إن كنت تجد صعوبة فقد أخبر الله بذلك! أخبر أنها ثقيلة. أين؟ بعد قوله تعالى: ((واستعينوا بالصبر والصلاة)) قال: ((وإنها لكبيرة))...أي ثقيلة، شاقة...نعم. ليس سهلا أن تلتزم بالصلاة كل يوم وطوال عمرك، مع الإتيان بشروط الصلاة كالطهارة، ومع أنها قد تجعلك تترك أمرا تهواه أو تحصل به لذة أو مالا. تكون متلذذا بالنوم فتقوم للصلاة، تكون في تجارتك تحصل أرباحا فتقوم للصلاة، تكون منهكا من عملك تطلب الراحة فتقوم للصلاة...هذا أمر ثقيل وليس بالسهل.
لكنه تعالى استثنى بعد ذلك فقال: ((وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45) الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون (46) )) (البقرة).
إذن فهي سهلة محببة إلى الخاشعين الخاضعين لله الخاشين منه سبحانه، الذين يظنون، والظن في القرآن يأتي بمعنى يوقنون، الذين يوقنون أنهم ملاقو ربهم فيجزيهم بالإحسان إحسانا و يحاسبهم إن قصروا في صلاتهم.
الإنسان إذا كان شاكا في هذا كله فإن الصلاة ستكون شاقة عليه، لأنه يقدم من وقته وجهده وينشغل عن دنياه وملاذه بالصلاة لرب يشك في أنه سيلاقيه ليحاسبه!
ولاحظ قوله تعالى ((وأنهم إليه راجعون))، لم يقل: وأنهم إليه صائرون أو ذاهبون، بل ((راجعون)). وكأن هذه الكلمة توحي بأننا انطلقنا من عند الله تعالى الذي خلقنا لمهمة معينة: أن نعبده، ثم نحن راجعون إلى الله الذي سنلاقيه ليسألنا إن كنا قمنا بالمهمة التي أرسلنا من أجلها. فهذا يجعلنا نستحيي من الله ألا نستعد لهذا اللقاء وهذا الحساب الذي سنحاسب به عندما نرجع إليه تعالى.
فإن كنت موقنا بهذا فحينئذ ستسهل عليك الصلاة ولن تكون ثقيلة.
إذن يا أخي ويا أختي، كلما استثقلت الصلاة واستصعبت المحافظة عليها راجع إيمانك وقل لنفسك: هل أنا موقن بالبعث بعد الموت؟ هل أنا موقن بأني سأقف بين يدي الله عز وجل ليكون أول ما يحاسبني عليه صلاتي؟ هل أنا مؤمن بأن إقامتي لهذه الصلاة ستكون سبب السعادة الأبدية؟ إذن كيف أستصعبها وأتهاون فيها؟ ((واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45) الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون (46) )) إذن إخواني وأخواتي، خلاصة لفتة اليوم أن اليقين بالبعث وبلقاء الله عز وجل يسهل الالتزام بالصلاة. فإذا استثقلت الصلاة فجدد إيمانك. والسلام عليكم ورحمة الله.