→ جميع المقالات
بالقرآن نحيا - الحلقة 34 - خطورة المعاصي
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله إخوتي الكرام، أحيانا نتساهل في المعاصي، خاصة الصغائر، من باب أننا نقوم في مقابلها بخير كثير يغمر هذه المعاصي، خاصة إذا كانت طاعاتنا عظيمة فيها نفع عام للمسلمين كالجهاد أو التوعية الفكرية ونشر العقيدة الصحيحة، فنحس بأن لنا عند الله تعالى رصيدا يمكن أن نسحب منه!

هنا تأتي آيات لتجعلنا ننظر إلى الأمر بطريقة مختلفة: أن هذا الخير العام الذي نقوم به تشريف من الله تعالى أن اختارنا له بينما حرم منه آخرين. وهذا التشريف لا يستحقه من يفرط في أمر الله ونهيه. فإذا استهنا بالمعاصي فإننا قد نحرم هذا التشريف.

أين نجد هذا المعنى في القرآن الكريم؟ قال الله تعالى: ((إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)) هذه الآية تنبه بعض الصحابة على سبب حرمانهم من شرف الثبات في أرض معركة أحد: أنهم كانوا قد اكتسبوا في أيام رخائهم سيئات حرمتهم من تثبيت الله لهم في هذا الموقف العظيم. لكن الله عز وجل برحمته قال بعدها: ((ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم (155) )) (آل عمران).

نجد هذا المعنى أيضا في قوله تعالى في طائفة أخرى مختلفة تماما هي طائفة المنافقين: ((ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)) كره الله خروج المنافقين للجهاد لمعاصيهم القلبية والعملية، فحرمهم من شرف الجهاد في سبيله. ((وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين))

إذن أخي إن كنت واقفا على ثغر من أمور الخير تنفع فيه الناس وترضي به الله، فإياك والسحب من رصيدك لدى الله تعالى، ولا تمن على الإسلام بما تقدمه من خدمة له...بل استحضر أن ما أنت فيه تشريف قد تُحرم منه بمعصيتك. والسلام عليكم ورحمة الله.