→ جميع المقالات
بالقرآن نحيا - الحلقة 4 - القرآن حبل الله
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

أخي تصور أنك انزلقت رجلك عن حافة وتكاد أن تقع في وادٍ. فأُلقي إليك بحبل، فأمسكت به. ما الذي يهمك في هذا الحبل؟ أن يكون متينا وأن يكون الشخص الممسك به الذي سيسحبك قويا قادرا على انتشالك. القرآن هو حبل الله، هو صلة ما بيننا وبين الله، ينشلنا به من السقوط إلى الهاوية. أين في القرآن هذا المعنى؟ قال تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا))...سنقف عند عبارة (حبلِ الله). قال ابن العربي في أحكام القرآن: الأظهر أنه كتاب الله. ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا وإني تارك فيكم ثقلين، أحدهما كتاب الله عز وجل، هو حبل الله)).

إخواني هذا القرآن هو صلتنا بالله. صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أبشروا أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله؟)) قالوا : نعم. قال: ((فإن هذا القرآن سبب –يعني: حبل- طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا و لن تهلكوا بعده أبدا)) (قال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم).

إذن فالقرآن حبل طرفه بيد الله...الحبل متين، والممسك به هو القوي سبحانه...فيبقى علينا أن نمسك بالطرف الآخر بأيدينا وأسناننا ونتشبث به حتى لا نسقط. كلما ازددنا تشبثا به اقتربنا من النجاة، وكلما تراخينا في التمسك بالقرآن زاد خطر السقوط في الهاوية...والعيب ليس في الحبل ولا في ممسكه من الطرف الآخر، بل العيب حينئذ فينا..لذا: ((واعتصموا بحبل الله)). بالمعنى ذاته قوله تعالى في سورة الزخرف: ((فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)) (الزخرف 43)...المستمسك يتشبث بالحبل بيديه وأسنانه ويلتف حوله بعنقه وجذعه ورجليه.

الدرس المستفاد من لفتة اليوم: القرآن حبل الله، كلما تمسكت به نجوت.