إخواني وأخواتي ذكرنا أمس أن القرآن حبل الله أمرنا الله أن نستمسك به لننجو فقال: ((فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)). بين الله عز وجل أيضا أن القرآن فيه الشرف والرفعة لمن آمن وعمل به...أين ذكر الله ذلك؟ بعد هذه الآية مباشرة فقال تعالى: ((وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون)) (الزخرف الآية 44)...((لذكر لك ولقومك)) أي: شرف ورفعة وعزة وكرامة...فهذا جزاء المستمسك بحبل يمسكه الله من الطرف الآخر. هل هناك آية أخرى بالمعنى ذاته؟ أن القرآن رفعة وشرف لمن تمسك به؟ نعم. أين؟ في سورة الأنبياء الآية العاشرة: ((لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون (10))). قال ابن كثير أن هذه الآية تنبيه على شرف القرآن وتحريض على معرفة قدره. وقال ابن عباس: ذكركم أي: شرفكم...أي أن الذي يتمسك بالقرآن يكون له الشرف والرفعة وعلو المنزلة والذكر الحسن في الدنيا والآخرة. ((لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون (10))) أفلا تعقلون هذا الشرف العظيم فتدعون قراءة القرآن؟! أفلا تعقلون، فتدعون تدبر القرآن؟! أفلا تعقلون فتعرضون عن كلام رب العالمين وتنشغلون عنه بسماع اللهو وأغان تحض على معصية رب العالمين ((أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير))...هل يفعل ذلك عاقل؟! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال كما في صحيح مسلم: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين)). إذن فالتمسك بالقرآن رفعة منزلة وعلو قدر في الدنيا والآخرة.