الإمام المحدث المصري أحمد شاكر رحمه الله يذكر في كتابه (كلمة الحق ص 149-153) كيف كان (طه حسين) قد حظي باهتمام السلطان حسين من سلاطين مصر آنذاك ورعايته. وكان من خطباء المساجد التابعين لوزارة الأوقاف، خطيب فصيح متكلم مقتدر، اسمه (محمد المهدي) ندبته وزارة الأوقاف يوما ليخطب ويصلي الجمعة في (مسجد المبدولي) الذي سيصلي فيه السلطان حسين. قام الخطيب، وأراد الخطيب أن يمدح السلطان، وأن ينوه برعايته بــ(طه حسين)، والذي يبدو أن عداوته للإسلام لم تكن قد ظهرت بعدُ آنذاك...فزلَّ الخطيب الأحمق الجاهل زلة لم تقم له قائمة من بعدها! إذ قال أثناء خطبته "جاءه الأعمى فما عبس في وجهه وما تولى"...وكأنه يقارن اهتمام السلطان بطه حسين بإعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن الصحابي الأعمى! وكان من شهود هذه الصلاة الشيخ محمد شاكر (والد أحمد شاكر) فقام بعد الصلاة يعلن للناس في المسجد أن صلاتهم باطلة، لأن الخطيب الذي أمهم في الصلاة كفر بكلمته هذه التي فيها انتقاص من النبي صلى الله عليه وسلم، وأمَرَهم الشيخ محمد شاكر الناس أن يعيدوا صلاة الظهر فأعادوها. كان هذا الخطيب البغيض مقربا من بعض مستشاري السلطان...فأشاروا عليه بأن يتقدم بدعوى قضائية ضد الشيخ محمد شاكر...فاشتكى الخطيب بالفعل. وثار الناس، ووقف مع الشيخ محمد شاكر عدد من القضاة، حتى بعض الأقباط منهم! ورفض الشيخ أن يحتكم في القضية إلى علماء الأزهر، لأن حكم المساس بالنبي صلى الله عليه وسلم معروف حتى للجهال والأغبياء! إنما نقطة البحث: (هل الكلمة التي صدرت من الخطيب الجاني تعريض بالنبي صلى الله عليه وسلم أم ليست بتعريض؟). وأصر أن الخطيب جانٍ وليس مجنيا عليه. ثم تدخلت السلطات في القضية خوفا من تبعاتها وطوي بساطها قبل أن تُنظر في القضاء. قال الشيخ أحمد شاكر في ختام هذه القصة: (ولكن الله لم يدع لهذا (الخطيب) المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى! فأقسمُ بالله: لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين، وبعد أن كان متعاليا متنفخا مُسْتَعِزَّاً بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء، رأيتهُ مهينا ذليلا خادما على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار! حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه، فما كان موضعا للشفقة، ولا شماتة فيه، فالرجل النبيل يسمو على الشماتة، ولكن ما رأيت من عبرة وموعظة) هكذا كان مصير الخطيب المنافق للسلاطين، والذي أعمته المداهنة حتى انتقص من النبي ليتملق السلطان!!...بعد الانتفاش والتهديد بالقضاء والضرب بسيف القانون والمطالبة "بتدخل النائب العام"، كما يفعل أتباعه اليوم ممن يسخرون من الدين ثم يتواقحون على كل داعية ينتصر لله ولرسوله وشريعته بحجة "إثارة النعرات" و"الطائفية"!!! أصبح هذا الخطيب الكبير يعمل حارسا لكنادر المصلين من السرقة مقابل أجرة زهيدة! (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).