طــالَ البـــــلاءُ فــــوجـــهُهُ متجـــهمُ ويقــولُ إني ضـــــائــــعٌ مستوحـــشٌ غرقان وحديَ في الهــــمومِ فليـس لي صحراءُ عُسريَ لست أُبــصـرُ حدَّهَا إمَّـــــا ســعيتُ لدوحـــةٍ أبصــرتُهــــا وأخـــاف أنْ تئِدَ الــرزايـــا مُـنْـــــيَـتي وخــــــبا الرجاءُ فيأسُـــهُ مستحـــكمُ قلقٌ شـــديدُ الغم صـــدريَ مظـــلــمُ جــــارٌ يُـجـــيرُ ولا صـديـــــقٌ يرحـــــمُ فأســــــــيرُ تلفحني الرمـــالُ وتلــطمُ فــــإذا ســـــرابٌ والظــــنــونُ توهــُّـمُ فأعيشَ عمــريَ والفــــــــؤادُ محطم
SSSSS
فــــســـألتُه: أوَ أَنت تُنْـكـــرُ ربَّنــــــا؟ عجبًا لأمرِك هل تبيتَ على الظـــما إنْ كانَ بـــيـــتُــكَ بالجـــواهـرِ زاخـــرًا كالعيـرِ وســطَ البيـدِ يقتلُهـا الظــما مــاذا تـقــــولُ لـملــحـد مــتســــمــعٍ فيقولُ: (هل يا مسـلـمـون نسيتـــمُ وبأنــكــم إذْ مـــــا ذكــرتُــم وعــــــــدَه وبأن حــبّ الله عـــــصــمــةُ أمـرِكــم حــتى السكــينــة قــــد زعمتـــم أنّهـا مــالي أراكــم بعــد ذلـك قُــــــــنَّـــطــًا قــد غــــــرَّكــم أتبــاعَ أحمدَ دينكــــمْ أيـن المحــــــبــة قــد زعمـتم نفـــعـهَا أمّـــــا أنـــــا فـــوِدادُ ليـــلى بهــجـــــتي عمـــرانُ قــلـــبي مــن محـبَّـتـِها فـــلا فأجـــابَ: بل إني حـــــنيفٌ مـــســلمُ إن كــان عنــدك نــبـعُ مــــــاءٍ زمــــزمُ أتقــولُ إنيَ ذو افــتـــــقــــارٍ مُــعـْــــدَمُ وظهورها مــــن حَـــمل مـاء تُقصـــمُ مــنــكَ الشـكــاة وبـثَّ مـا لا تكظـِـمُ مــــا قــد زعــمـــتُــــم أن ربـًّـا معْكـــمُ سكنى الجــــنــان رضـــيتُم وصـبرتُمُ وإذا توكـلــــتـــُم عـلـــيــهِ كـفــاكـــــمُ حــكــرٌ عـليــكم و الشـــقا لسِــواكـمُ مـتـذمـريــنَ بكــم أسـىً وتشـــــــاؤمُ وظننتـمــوهُ لـــدى البــلاءِ سيعصـمُ والخوفُ يعصفُ والوساوسُ تهجمُ ووصــالهـــــــا مـن كل جـــرحٍ بلــسمُ شيءٌ يـُخـــــيفُ ولا الهمــومُ تُزاحـــمُ إني إذن مــن بهــــجـــتي في حــــــــبــها لا تســألـــــــوني أنْ أديــن بديـنـــــكم عــــند القــياسِ بكـــم أعـــزُّ وأنعــــمُ إني حـظــيتُ بـــراحـــةٍ وحـُـرمتـــــمُ)
SSSSS
وكأنني بــك قـــد سكتَّ مـــــن الحَيَا يا حسرتاه على العـــــبادِ إذا اشتكَوا يبـــلو لـــتُــقــــــبِل راجـــيًا متضـــرعًا يَــبْــلُــو ليســــمــعَ منـك أنَّةَ مــذنب الله ربــــك كيفَ تــشــكــو ضــيـعـةً أتـظـنُّ رَبـك يبتلــيك إذن ســـدىً؟! أو إنْ رفـعــتَ يــدًا لـــترجـــوَ فــضـلَهُ أو إنْ بــصــــدقٍ قلتَ ربيَ كُنْ مــعــي أو قــلتَ حســبي مَن عــلــيه توكـلي فالله أعــلم كيف يــزجي مـــــنــــحــةً لـــكنَّ في الإنــــســـان فـــرطَ تعـــجلٍ لا يُخلِــفُ اللهُ الـــــوعــــودَ وإنـــــــــما ربي قـــــريـــبٌ للعــــــبادِ فــمنــــهـــمُ كم دمعـــةٍ في محــــنــــتي واريــــتُــها حتى أُعـــلم مـــــــن يــــــراني راضــــيًا ما الـحبُ قـولَـك باللـــســانِ تكـلفًا بـل حـــبـُّهُ تســليمُ نفســكَ بالـقضا كم بسمةٍ وســــــط العِدى أظهرتُها وأُري بصــــبريَ مَـــنْ يـــريـدُ شمـاتةً فاصـــبرْ فلــيـــسوا يــرتجـون وترتجى فمـضى الرقيـــــعُ مفاخــــرًا يتهــــكَّمُ قَــدَرَ الرحــيمِ لـدى الــذي لا يرحـمُ! فـيـراك بـعـدُ مـــولــــيًـا تتــــبــــرمُ؟! فـيـراكَ تـبـكي للــعــــبــادِ وتـألــــــمُ شكواك عن ســوءِ الظنــونِ تترجــمُ كلا فربُّ الــعـــــرشِ مَــنْ ذا أحــــكمُ مــــــنعَ العــطايـــا؟ إن ربيَ أكـــــــــرمُ خُـلِّيتَ وحـــدَكَ؟ بـل إلــهيَ أحـــــلمُ لم تُكــف مـــن شــرٍّ؟ فـربيَ أعـــظــمُ في مـحـــــنــة والمــــبتـــــلى لا يعـــــلمُ ولــــــرُبَّ أمــرٍ أنْ يــــــؤخـَّــرَ أقــــــومُ إن نحـــن لم نقبـــلْ عليـــهِ سنُحــــرمُ ســــاعٍ إليه وجُلـــهم مَنْ يُحـــــجـــــمُ أُغضي على جرحي وناريَ تُـــــضــــرمُ أن المحــــبةَ عُـــروةٌ لا تُــــــــفـــــصــمُ إنــي لَـــصَـــبٌّ مــغـــــــــرمٌ ومتــــــيمُ وإذا دعــاك لنــصر ديــنــك فالــــدمُ والخطب ينــهشُ والـــرزايا تـــــؤلمُ أنـي – وربي حــــــافــــــظٌ– لا أُهـــــزمُ أجـــــرًا إذا هــم يألـمــــــون وتـــألَــــمُ إمَّــــــا يـــعــــزَّك لـــن تـــذوق مــهانةً واذكـــــر نبــيًّا مــــــــبتـــلىً بثــلاثــــةٍ للّهِ بثّيَ قــــد شكـــوتُ وغُــــــمَّــــــتي فارتدّ بعد شديد عـســرٍ مبـــصـــــرًا سبحــانَ ربيَ كـيـف يُــــبرمُ أمـــــــرَه! ربّــــــاه إنـيَ قـــــد نــــثــرتُ كِنـانــتـي لأذودَ عن حـوضِ الشريعةِ من عدا وأقـــــيـــــمَ في قلب يــلامسُ أحـرفي فاكــتبْ لـعبــدٍ قد أحــــــبكَ صادقًا أو -إن يُهِنْها- مـــا لـــنـفـسك مكرم وكـــذا بعيــنــيه فقـــال يفَـــــــهِّــــمُ: إني علمــتُ مـــن الــذي لم تعـــلمــوا والشملُ مجتـــمعٌ ويوســـفُ حاكم فــهــو اللطــيفُ لـما يشـــاءُ ويحــكمُ وحملتُ أقـــلامي أصــوغُ وأنـظــِــــمُ ويُصَـــدَّ عمَّا قـــــــــــــــــــد أرادَ الألأمُ للــه صـــرحَ محـــبــــةٍ لا يــُـهـــــــــدَمُ رؤيـــــاك إذ أنتَ الأعـــــزُّ الأكـــــــرمُ