السلام عليكم ورحمة الله، أخي...لا يكفي أن تطيع الله، بل لا بد أن تطيعه وأنت محب لهذه الطاعة. هذا معنى مهم يغيب عن أذهاننا. حتى تكون الطاعة مقبولة عند الله لا بد أن نقدمها ونحن محبون لها. لا يكفي أن تؤدي الزكاة، بل لا بد أن تؤديها وأنت سعيد بأنك قمت بهذه الطاعة. لا يكفي أن تلبسي الحجاب الصحيح والجلباب، بل لا بد أن تلبسيه وأنت محبة له. كثيرا ما نتصرف بطريقة تشي بأننا لا نحب الطاعة التي نقدمها، فتأتي هذه الطاعة معكرة.
هل يمكن أن أحسب المبلغ الذي أخذه من الزكاة! الله المستعان. ما بهذه النفسية يكون أداء الزكاة إخواني.
الذي يصلي الفريضة في آخر وقتها وينقرها كأنه يؤدي تمارين سويدية! هل هو محب للصلاة؟ إخواني وأخواتي الموضوع خطير، فهو متعلق بقبول الطاعة أو رفضها. ما الدليل على ذلك؟ قال الله تعالى: ((وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله)) هذه غير موجودة والحمد لله، لكن اسمع ما بعدها، اسمع الموانع الأخرى من قبول العمل: قال تعالى: ((ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون))...يؤدون الصلاة بكسل ودون محبة لها وينفقون الزكاة كارهين أداءها. إذن فكراهية الطاعة تمنع قبولها. لاحظ...ليس كلامنا عن استثقال المشقة التي ترافق الطاعة
لكنه إن قام وتوضأ وبدأ يصلي أحب صلاته وسره أنه أطاع ربه. شتان بينه وبين من يصلي كسِلا لا يذكر الله في صلاته إلا قليلا وإذا انتهى منها كأنه ألقى حملا عن ظهره!
شتان بينها وبين من تنفر من الحجاب الصحيح حتى لو لم يعلق عليه أحد فتتفنن في التملص منه. إذن إخواني وأخواتي فلنسأل أنفسنا كلما قدمنا طاعة لله عز وجل: هل نحن محبون لهذه الطاعة؟ انشراح صدورنا وقيامنا بأمر الله على أكمل وجه سيجيب عنا. وإن كان الجواب غير ذلك فسنعرض في حلقات أخرى للعلاج الذي يحبب إلينا الطاعة بإذن الله. وتذكر أن مما يمنع قبول أعمال أناس أنهم: ((لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون))؟