هل إذا تكلمنا عن أفكار باطلة ينشرها شخصٌ ما ثم وجدنا هذا الشخص في عبادة.. هل يعني هذا أن أفكاره التي ينشرها كانت صحيحة وأن حكمنا عليها كان خاطئاً؟ ما هي المنهجية الشرعية في التعامل مع مثل هذا الموقف؟
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) ) هذا فيمن يكتم البينات والهدى..فما بالك بمن يجهر بعكس البينات من الخرافات وعكس الهدى من الضلالات! على كل...ما المطلوب ممن كتم البينات حتى يتوب الله عليهم؟ قال الله تعالى بعدها: ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) ) إذن المطلوب ثلاثة أمور: (تابوا) و(أصلحوا) و(بينوا)..توبة مع إصلاح ما أفسدناه من عقول وعقائد الناس، ومسح لكل ما أنتجناه من ذلك، وتبيان للحقيقة...لا أن نكتفي بصور يتناقلها البعض نيابة عنا.
من طبع الإنسان أنه يتضايق إذا اتُّهم بما ليس فيه...فكيف إذا اتُّهم بأنه يهدم دينه وجيء على ذلك بالشواهد؟ فالمتوقع منه أن يبين بياناً شافياً كافياً، لا أن يلزم الصمت وكأن أمر الدين هَيِّن وهو مش فاضي يبين! بينما إذا تعلق الأمر بدولة اعترضت على نشر معلومات خاطئة عنها خرجت الاعتذارات !
أمر الله تعالى بالأخذ بالظاهر لا في الخير فقط، بل وفي الشر، فيتحقق التوازن بين تجنب ظلم الأفراد مع حفظ جناب الدين أن تُهدم معالمه تحت ستار شعائر يمارسها هادموه! وقد كنت نشرت ثلاثة أمثلة من ذلك:
https://www.facebook.com/eyadqunaibi/photos/a.1414728445422520/1957758744452818/?type=1&theater
https://www.facebook.com/eyadqunaibi/photos/a.1414728445422520/1956804514548241/?type=3&theater
https://www.facebook.com/eyadqunaibi/photos/a.1414728445422520/1956480804580612/?type=3&theater هل يعني هذا أننا نقيس فلاناً أوفلاناً على هذه النماذج؟ لا...لكن نقول: إظهار تعظيم الشعائر لا يعني شيئا إذا صاحبَه دعوة هدامة. أما عندما يكون شيئا جديداً بداية لعهدٍ جديدٍ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً وعلى العين والرأس. ليس التنقيب عن النوايا من عملنا، ولسنا في خصومة شخصية مع أحد..بل نُحب للناس جميعا أن يهتدوا..ومن لم يفعل، فيكفينا أن يكف ضرره عن الشباب، بأن يحفظ هيبة الدين ويحترم العقل والعلم. ولا يهمنا بعد ذلك إن خطَّأنا الناس وقالوا: (أسأت الظن في فلان)...المهم أن يُحفظ الدين والضرورات التي جاء بحفظها كالعقل، ويحصل المقصود. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. ملاحظة: هذا آخر ما سأنشر في هذا الملف حتى إشعار آخر بإذن الله. وحتى ألزم نفسي بالسير فيما بدأته من رحلة اليقين، أبشر إخواني بأن الحلقة القادمة منها ستكون يوم السبت بإذن الله تعالى. دعواتكم بالتوفيق وأن يفتح الله على أخيكم ويتقبل منا ومنكم.