سؤل أحد الـمُفتين: (ما حكم تارك الصلاة ؟) فقال: (حكمه أن تأخذه معك إلى المسجد) ! ردٌّ جميل يبين مبدأً مهماً: أن علينا أن نأخذ بأيدي الناس إلى الخير ولا يكون جهدنا منصباً على الحكم عليهم فقط. لكن نحتاج هنا إلى توازن.. فإنك تجد من يقول: (لا تحكموا على الناس)، يقولها على سبيل التمييع وتهزيل الفروقات بين الإيمان والكفر والحق والباطل. فنقول له: أخطأت،كما أن هذا الحكم ينبني عليه أحكام شرعية، زواج، ولاية، قضاء، إرث، بل ومحبة في الله وبغض في الله وغيرها. لكن في المقابل، هناك من الشباب من يجعل أولويته الحكم على بعض الكلمات أو المواقف بأنها فسق أو معصية أو كفر، يواجه أصحابها بذلك، فينفرون ويُستفزون، ويدافعون عن أخطائهم، وتضيع فرصة استمالتهم للخير والهدى. أقول هذا يا كرام وأنا مسرور بما رأيته من تعليقات كثير من الإخوة والأخوات بالأخص على سلسلة المرأة وعلى بعض المقالات والكلمات المتفرقة. يصرحون بأنهم كان في نفوسهم اعتراض على شيء من أحكام الله تعالى، نفور، عدم تقبل...ثم زال هذا الاعتراض والنفور وحل محله الإيمان بالله رباً حكيما رحيما. تصرح الواحدة منهن أنها كانت تؤيد الفكر النسوي معتقدة أنه يحقق للمرأة العدل، وأحياناً تشتم وتستهزئ بمن يخالفها وإذا بها بعدما تبين لها الحق علمت أن العدل الحقيقي إنما هو في الإسلام ورضيت به ديناً. هؤلاء أنفسهم...ستجد منهم ومنهن من كان يقول أقوالاً خطيرة جدا على دينه...فيها اعتراض على حكمة الله. إذا واجهته بذلك و وضعته في خانة المعترضين المنكرين الجاحدين فسينفر ويدافع عن باطله ويزداد بعداً. بل علينا يا كرام أن نتفهمهم، فقد يكونون يعترضون على شيء هو ليس من الإسلام ويظنونه من الإسلام. قد يكون لديهم تسليم مجمل بعدل الله وحكمته ورحمته، لكن لم يستطيعوا أن يفهموا هذه النقطة بالذات، متأثرين بالصور الذهنية المشوهة..وهؤلاء لا يستوون مع الجاحدين المنكرين المستهزئين. قد نكون نحن أنفسنا - يا من ندافع عن الإسلام- لا نفقه تفاصيل الإسلام جيداً أحياناً وندافع عما نظنه حقاً والإسلام منه بريء! اجعل همك منصباً على تفهم هؤلاء، معرفة دوافعهم، تحديد محل الخلاف معهم بالضبط، ثم بيان الحق لهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وبدافع حب الخير لهم والحرص عليهم، وانظر بعدها إلى النتائج كيف تكون بإذن الله! ساعدوهم قبل أن تحكموا عليهم.. والسلام عليكم.