طبيعي جداً أن تمر العلاقات الزوجية بمحطات من التوتر وعدم التفاهم. ولا ينقص من قدركَ أن تستعين بإخوانك الثقات العقلاء ليساعدوك في اجتياز هذه المرحلة. كثيراً ما نبالغ في هاجس (لا أريد أن يأخذ فلان عني انطباعاً سلبياً...لا أريد أن تهتز صورة أُسرتنا...). نعم، الستر على العوائل ومشاكلها أمرٌ مطلوب، وهناك من الأزواج من يخدع نفسه بأنه يشكو إلى صديق ليساعده، بينما هو في الواقع "يفضفض" وينفس عن ضيقه لشخصٍ لا يُحسن أن يساعده، وحينئذٍ، فنعود ونقول: بل السَّتر هو الأصل. وسَتر كل من الزوجين على عيوب الآخر قيمة راقيةُ وعظيمة من قيم الوفاء. لكن عندما لا تعود قادراً ولا تعودين قادرةً على احتواء المشكلة والتعامل معها بعقلانية، وتخرج المسألة عن السيطرة وتدخلان في حلقة مفرغة، تفكيركما عاطفي والنفوس مشحونة، فهنا تُلِحُّ الحاجة إلى من ينظر إلى مشكلتكما من خارج المعمعة. وهنا، لا ينقص من قدرك أن تستعين بقريب أو صديق عاقل، ولا ينقص من رقيك، بل تستطيع أن تكون راقياً حتى في خلافك، فتَعرض من مشكلتك بالقدر اللازم مع الاعتراف بحسنات زوجتك (إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر). أما الذي يرفض الاستعانة بأي طرف مع أن موضوعه خارج عن السيطرة ويؤثِّر سلباً على استقرار الأسرة وحقوق الطرف الآخر والأولاد، ومع ذلك يرفض لئلا تُخدش صورته، فَلْيُفَتش في نفسه لعل الكِبر هو الذي منعَه وجعله يضيع حقوقاً شرعية من أجل "قدسية" صورته !
طبيعي جدا يا حضرة القدوة، وليس بالضرورة أن تكون هذه المشاكل دليلاً على عيب فيك. وحتى إن كانت دليلاً، فاستعِن بإخوانك ليكونوا مرآةً لك يعينونك على إصلاح خللِك، فــ(المؤمن مرآة أخيه)، (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). والذي يُعينك على حل مشكلتك الأُسَرية اليوم قد يأتيك غداً لتساعده أنت على حل مشكلته الأسرية...طبيعي جداً.
لكنه كان راقياً في خلافه. فلا تتصرف بمنطق "صورتي المقدسة" وكأنك أحسن من نبيك صلى الله عليه وسلم !