استمعت للطميةٍ يقودها رافضي (شيعي) عراقي ويردد وراءه جموع مع رفع أيديهم. الصوت الجميل لقائد اللطمية وترديد الجمع وراءه يؤثر في النفوس... تأملت الكلمات، فإذا هي باطل وغلو في البشر وحقد على الصحابة...ومع ذلك تُردد الجموع بحماس مع جمال الصوت وإيقاع الكلمات. بهذا يخدع رؤوس الروافض أتباعهم: بالتلاعب بالعواطف (ومن أدواته الغناء) وبالغلو في أشخاص، وهما الوسيلتان الموجودتان لدى النصارى أيضا!: فهم يغلون في عيسى عليه السلام ويغنون غناء جماعيا في كنائسهم. وهما الوسيلتان لدى غلاة الصوفية أيضا...بل ولدى عموم أهل الباطل. وبالمناسبة، فكلامي هنا موجه للروافض أيضا وليس عنهم فقط...تفكروا وانظروا فما يفعله أئمتكم معكم: هل من شيء غير اللعب بالعواطف والغلو في آل البيت؟ هل يردون على أهل السنة بالحجة والدليل؟ هل يعلقون قلوبكم بالقرآن وتفسيره؟ هل يتكلمون عن تعظيم الله تعالى ومحبته عشر ما يربونكم على الغلو في آل البيت و"الأولياء"؟! من الغلو في هذه اللطمية: (كعبة فيها أتى، خير مولى وفتى، كيف لا تصبح ملكا لعلي)!! وكأنهم لا يتكلمون عن بشرٍ، بل عن رب له ملك الأماكن الشريفة! وفيها أيضا: (ملك العرب عتى، فمتى الصبح متى، تشرق الشمس على كف الولي)!! طبعا النزعة الفارسية المبغضة للعرب مبثوثة في اللطمية مع أن المرددين عرب!! لكن انظر هنا إلى إشراق الشمس على كف الولي ! على طريقة الوثنين الذين يصورون آلهة عملاقة تتحكم بأجزاء الكون! واللطمية مليئة بالحديث عن أن زينب أصبحت مزارا للجميع والوصول لفاطمة وما إلى ذلك. كل هذا تردده الجموع بلا عقل ولا تحقيق في منطقية المضمون..فالغناء يجمل الباطل! وأنا أسمعه تفكرت في حكمة الله تعالى إذ لم يجعل الغناء والشعر والقوافي مرتكزا من مرتكزات الإسلام في دعوته. يريد الله تعالى لمن يختار الإسلام أن ينجذب للإسلام نفسه، للحق الذي فيه، لا للأصوات والإيقاعات التي ترافقه. لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يُرَغب الناس في الإسلام من خلال الأناشيد ولا الأشعار. قد تأتي هذه كماليات يستمع المرء إليها أحيانا للترفيه، لكنها ليست لغة الخطاب الإسلامية الإقناعية الأساسية التي تُحشد بها الجماهير لنصرة الحق. الأناشيد قد يـَخفِق لها قلبك وتنزل لها دمعتك وتحس معها بحبك لله ولرسوله...قد تنتج إنسانا "رقيقا" "مرهفا" في نظر نفسه، لكنها لا تصنع إنسانا يدور مع الحق حيث دار! وإنما الذي يصنع هذا الإنسان هو القرآن. كما تفكرت في القرآن العظيم الذي يمنع الغلو في البشر ولا يمنح حصانة ولا حتى للنبي صلى الله عليه وسلم نفسه بل يحذره من العذاب إن عصى ربه عز وجل. ملاحظة: التعليق بسب للروافض لا يفيد بشيء. أتمنى أن يقرأ بعضهم هذا المقال فيتفكر ولا يصده الشتم والانتصار للنفس، فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.