→ جميع المقالات
كَلِّمْني في الإسلام قبل الصلاة والحجاب !
١٠‏/٢‏/٢٠١٩

على الرغم من كل شيء فإني مستبشر بما تمر به أمتنا..ومن أسباب استبشاري أن هذه الأحداث تجبر حاملي الهم على تصحيح لغة الخطاب مع الناس.. "صلي يا أخي.. تحجبي يا أختي...اترك سماع الأغاني..اتركي مشاهدة المسلسلات".. كان هذا الخطاب يَفترض أن هؤلاء المخاطَبين ليست لديهم مشاكل عقدية حقيقية..وأن ما ينقصهم هو سماع الدليل على ما يجب فعله أو تركه..وشيء من التشجيع على الالتزام...والتخويف من عواقب التفلت. كان هذا الخطاب يغتر بأن المخاطَبين مسلمون أبناء مسلمين..من أمة المليار ونصف..فمسألة اليقينيات يفترض أن تكون محسومة عندهم. وقد كنت من سنوات طويلة كنت أحس بأن هذا الخطاب يقفز عن المشكلة الأصلية..مشكلة ضعف اليقينيات في نفوس الناس...فكان لا يأتي بالنتائج المرجوة. الآن...ومع شراسة الهجمة..قناعات كثيرة اهتزت...شكوك طفت على السطح..خزَّان المليار ونصف يتصدع ويتسرب منه من يتسرب.. وأصبح المصلحون يشتكون أن من يُفترض أنهم مسلمون أصبحوا يسألون عن المُسَلَّمات ويشُكُّون فيها.. يعني عُدنا إلى المربع الأول، وأصبحنا ندعو عدداً من "المسلمين" إلى الإسلام!! أتعلمون إخواني؟: هذا خير ! نعم، خير.. أن تعود فتبني العقيدة من لبِناتها الأولى وتُحْكِمَها قبل أن تنطلق منها للأحكام والحرام والحلال..هذا يُوَجِّهُ بوصلة الخطاب الوعظي الذي كان يقفز عن المشكلة الحقيقية. وهذا يعيد الدعوة إلى مرحلتها النبوية التأسيسية التي وصفتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (إنما نَزَلَ أولَّ ما نزَلَ منه –يعني من القرآن- سورةٌ مِن المُفَصَّلِ ، فيها ذكرُ الجنةِ والنارِ، حتى إذا ثابَ الناسُ إلى الإسلامِ نزَلَ الحلالُ والحرامُ ، ولو نزَلَ أولُّ شيءٍ : لا تشربوا الخمرَ لَقالوا : لا نَدَعُ الخمرَ أبدًا ، ولو نزَل : لا تَزْنُوا ، لقالوا : لا نَدَعُ الزنا أبدًا) (البخاري). عدنا مع شريحة من المخاطَبين إلى اليقينيات: الله، النبوات، الدار الآخرة... قد يبدو مؤلماً أننا عدنا للمربع الأول...لكن صدقوني، البناءالمحكم يبدأ من هنا...لا من خداع أنفسنا بالأعداد والمليارات التي وصفها نبينا صلى الله عليه وسلم مقدماً: (بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل)! وهذه العودة للمربع الأول ستكون لها نتائج عظيمة بإذن الله...على إيماننا وإيمان من ندعوهم..المهم أن نتصدى لهذه بهمة وعزم ويقين، لننجح في هذا الاختبار، ونستنقذ من يمكن استنقاذه... أبشروا..فإن الله تعالى لا يُقَدِّر شراً محضاً..بل الشر يحرك مياه الخير الراكدة، ويستخرج الكنوز من نفوس المؤمنين..وتكون النتيجة النهائية: الخير لهم وعلو الدرجات، والخسران للكافرين والمنافقين...فهي أحداث خافضة رافعة..سنة الله في الذين خلوامن قبل.