→ جميع المقالات
كن عزيزا بإسلامك - الحلقة 2 - تكفير المسلمين بهزيمتهم نفسيا
١٧‏/٤‏/٢٠٢١

مقطع توفيق حميد/ وهو بداية مهمة جدا أرجو مشاهدتها:

https://www.facebook.com/alislamiyyapress1/videos/1664776373844663/

  • التكفيريون أخطر الناس على البشرية، وهذه الحلقة هي للتحذير منهم.

  • التكفيريون هم الذين يدفعون المسلمين إلى الكفر: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)..فكما أنهم لا يطيقون الطهارة ويقولون فيمن يرفض رجسهم: (أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون). فكذلك (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).

  • التكفيري الذي يحكم على مسلم بالكفر يبوء بالإثم. وإذا قتل هذا المسلم فإنه في النار والمسلم في الجنة.

  • لكن التكفيري الأخطر هو الذي يدفع المسلمين إلى الكفر، فينخلعون من دينهم ويعانون في الدنيا من الضياع ثم في الآخرة من الخلود في نار جهنم. لذلك قال الله تعالى: (والفتنة أكبر من القتل). أن تفتن إنسانا عن دينه أكبر جرماً من أن تقتله. فهؤلاء أولى الناس بوصف التكفيريين.

  • الموضوع خطير جدا، ولذلك بين الله لنا مدى حرصهم على تكفيرنا فقال: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) ثم حذرنا بعدها مباشرة فقال: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)).

لذلك تعالوا نستعرض أساليب التكفيريين في تكفير المسلمين. وقبل استعراضها: من هم التكفيريون؟

هم موجود بين المتحكمين بالنظام الدولي، ممن يستعبدون الإنسان ويُذلونه ويسرقون خيرات الأرض، ولا يقف في طريق جشعهم وبغيهم إلا الإسلام بوحيه المحفوظ، الإسلام الثائر على الظلم غير القابل لمهادنة الباطل. فكان لا بد لهم من تحقير هذا الإسلام في نفوس أهله.

  • التكفيريون أيضاً هم أذناب النظام الدولي من بني جلدتنا، وكذلك المسيطرون على الإعلام الموجه. وهناك من تأثروا فصاروا ينشرون الفكر التكفيري لا عن تعمد تكفير المسلمين، ولكن يرددون ما يسمعون ويريدون للإسلام أن يوافق أهواءهم.

ما هي أساليب التكفيريين على تنوع أشكالهم؟

تتلخص أساليبهم في نقطتين:

1.تحقير الإسلام في نفوس المسلمين

2.و تزيين الشرك والكفر تحت مسميات مختلفة هي في حقيقتها كفر لكن بمكياج (make up) !

حتى نشعر أن لا فرق بين الإسلام والكفر، بل وأن الكفر أفضل من الإسلام. فيكون سهلاً علينا أن نتخذ هذه الخطوة بالخروج من الإسلام، ولا نحس بأن المسافة هي كما وصفها الله: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) (الحج). بل نحس بأنه (no big deal)! مفيش فرق حقيقي. كله محصل بعضه..كل الطرق توصل إلى الله، إن كان هناك (الله) حسب ما يشككون.


تعالوا أولاً نأخذ بعض أساليبهم في تحقير الإسلام في نفوس المسلمين..وبالمناسبة، سنضع روابط لتفصيل النقاط في التعليقات.

1-يمجَّد الشخص التافه لمجرد أنه تهجم على الإسلام. ويعرضه الإعلام على أنه أيقونة النضال والثورة على "الموروثات"، "نصيرة المرأة"، "حملت شعلة التنوير وسط عالم يموج بالظلام".

2-تُعرض محاربة الله ورسوله على أنها سلبية بسيطة ممكن تضيع مع جوانب الخير في الإنسان، هذا إذا اعتُبرت سلبية أصلاً.

3- يُستقبل دبلوماسيو الدول التي تستهزئ رسميا بالإسلام بحفاوة في بعض بلاد المسلمين. والرسالة الضمنية التي يراد توصيلها: دينكم يا مسلمون ولا شيء، والمصالح بين الساسة أهم منه.

4-على مستوى القوانين، سب الله وأنبيائه وكتبه لا عقوبة له حقيقية في القانون، بل العقوبة أشبه ما تكون بالتجرئة عليه. واسم الجريمة: "إيذاء المشاعر الدينية" ! فإذا ما حدش تأذى من سب الله ورسوله فمفيش مشكلة ولا قضية، لأنه لا قداسة ولا تعظيم لله ودينه في القوانين. بينما من ينتقد المتنفذين أو يمتهن علم دولته يضرب بيد من حديد.

5-قنوات وحسابات للتشكيك في الإسلام وتشويه أحكام الشريعة، ويقدم برامجها أناس من أبناء جلدتنا يتكلمون بلغتنا، وتنص هذه القنوات في ركن (من نحن) على أنها تمول من مؤسسات غربية.

-ونفس القنوات التي تمجد محاربي الله على أنهم نصراء المرأة الذين حطموا المحظورات وواجهوا رجال الدين، هي نفسها تنشر مقاطع القنوات التي تشكك في الإسلام وتشوه شريعته. وتلجأ طبعاً إلى الكذب واستغلال جهل الناس.

6- مراكز متخصصة مثل مركز راند للتخطيط الاستراتيجي تنشر دراسات ويتم تطبيقها، عن استخدام الكوميديا في تشويه الإسلام، تحت غطاء الاستهزاء بـ"رجال الدين"، وصولاً إلى الاستهزاء بالله ورسوله، كما في هذا المقال الذي طلبت من بعض الإخوة ترجمته من الألمانية:

7- ساسة غربيون يصرحون صراحة مثل مستشار ترمب الجنرال السابق مايكل فلن الذي قال:

“Islamism…a vicious cancer inside the body of 1.7 billion people and that has to be excised”

الإسلاموية سرطان يسري في جسد 1.7 مليار مسلم ويجب أن يستأصل.. واقترح وسيلة لذلك:  “Discrediting the ideology.. يعني إسقاط مصداقية الأيديلوجيا الإسلامية.

فلا عجب أن يستخدموا كل الوسائل لذلك.

8- جامعات تدرب الأشخاص على تشكيك المسلمين في دينهم...لا أقول على التنصير، بل على تشكيك المسلمين في دينهم كما ينص طلبتها، مثل الجامعة المتحدث عنها في هذا التقرير في ساوث كارولاينا.

9- نشر صور قتل المسلمين وتعذيبهم واحتقارهم وصرخاتهم في الإعلام، حتى نذوق مرارة الهزيمة العسكرية تمهيداً للهزيمة النفسية كما يقول توفيق حميد، ونحس بهواننا على الناس. بينما دولٌ تمنع بالقانون نشر صور مواطنيها لتحفظ هيبتها. والرسالة الضمنية: طول ما أنتم مسلمون فأنتم ولا شيء. عندما قتل المعلم المستهزئ بنبينا صلى الله عليه وسلم اشتعلت وسائل الإعلام بالحديث عن الموضوع وأُرسلت لفرنسا رسائل الاستنكار والتضامن. وعندما قتلت فرنسا أكثر من 100 مسلم في مالي مر الخبر بلا تغطية. والرسالة من هؤلاء جميعاً: أنتم لا شيء.

10- تشويه التاريخ الإسلامي وتجنب تعليمه في المدارس. وهذه أيضاً تنص عليها توصيات مركز راند. ليحس المسلمون أنه ليس لهم جذور تاريخية يعتزون بها ويقتدون بها. بل إمعات على هامش التاريخ.

11- وتغييب القدوات الحية بيننا وتهميشهم في مقابل تلميع غاندي ومانديلا وتيريزا وجيفارا وغيرهم.

12- التعتيم الكامل على دور المسلمين الحضاري في المكتشفات والمخترعات تاريخياً وفي وقتنا الحاضر.

هذه وسائل وغيرها الكثيييييير. تتم بطريقة ممنهجة ومدروسة، لتحقير الإسلام في نفوس المسلمين.


في المقابل: تزيين الكفر وعمل Make up، (مكياج) له ! من أساليب التكفيريين في ذلك:

1-تسمية الكفر بأسماءٍ مزينة...حرية التعبير، الثقافة، التنوير، العلمانية، الحداثة. بحيث الذي يسخر من الشريعة أو يقول صراحة: (نحن في دولة الدستور والقانون وما الناش علاقة بقرآن وآيات قرآنية) يوصف بأنه علماني، وتنفر النفوس من وصفه بالكفر، ويُترحم عليه عند هلاكه، ويقع في ذلك بعض الأحزاب التي توصف بأنها "إسلامية" للأسف!

2-مراكز التخطيط الاستراتيجي يصدر دراسات كثيرة مثل دراسة (بناء شكبات إسلامية معتدلة) و (إسلام مدني ديمقراطي) توصي فيها بدعم "المسلمين المعتدلين". من هم المسلمون المعتدلون؟ عندما تقرأ أسماءهم تجد أنهم أناس ولدوا في عوائل مسلمة ثم اعترضوا على القرآن وهاجموا أحكامه.

وتوصي مراكز التخطيط بدعم هؤلاء وتصديرهم في الإعلام وترجمة أعمالهم، والوصول بها إلى دول شرق آسيا. وكلها توصيات تنفذ.

  • وفي المقابل يؤطر من يؤمن بوجوب إقامة الشريعة بإطار التطرف.
  • وقد تحدثت عن هذه الدراسات ببعض التفصيل.

3-تغيير هوية الشعوب الإسلامية وربطها بالحضارات الجاهلية كالفرعونية، بحيث لما تقول: شريعة يقال لك: ترجعنا 1400 سنة للوراء، بينما يريدون إرجاع الشعوب آلاف السنوات إلى الوثنية وعبادة الآلهة المتنوعة واستعباد الفراعنة للبشر.

4-بناء المعابد الوثنية كالهندوسية. في الوقت الذي يضيق فيه على دور تحفيظ القرآن وتهدم مساجد بذريعة أنها غير حاصلة على ترخيص!

5-نشر مفهوم "الديانة الإبراهيمية"، لتمييع الحد الفاصل بين التوحيد والشرك...بينما الإبراهيمية الحقيقية دل عليها قول ربنا عز وجل: (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين).

6-استخراج شخصيات متزندقة من مزابل التاريخ أمثال الحلاج وتلميعها وعمل مسلسلات عنها ونشر "تراثها".

(للتعليقات: تفصيل النقطة عن الحلاج: https://youtu.be/wHjcPoqCuiw)

7- إظهار الإلحاد على أنه وجهة نظر تحترم وله فلسفته العميقة، وتصدير الملحدين على أنهم مثقفون اتخذوا قرارهم بترك الإسلام بعد دراسة متأنية، بحيث تخاف أن تقول أنهم مرتدون. وكل هذا تهيئة لجعل الملحدين فئة في المجتمع، مواطنين لهم ما لسائر المواطنين، وبالتالي اعتبارِ إبطال عقائدهم وتفنيد مزاعمهم إيذاء لمشاعرهم وتهديدا للوحدة الوطنية وإثارة للفتنة في المجتمع.

8- نشر الإنسانوية التي تُقَيم الأشخاص بناء على مركزية الإنسان، فالإساءة في حق الله بالدعوة إلى الإلحاد لا تعتبر منقصة في دين الإنسانوية لأن حق الله ليس معظما في النفوس والمهم أن يكون الشخص "لم يقتل أحدا ولم يؤذ إنسانا" في دنياه.

9- تعظيم دعاة الإلحاد التكفيريين الغربيين والعلم الزائف الموظف للإلحاد عبر برامج تحت ستار تبسيط العلوم.

(للتعليقات: لتفصيل نقطة تعظيم دعاة الإلحاد الغربيين: https://youtu.be/j9cCWmnfHOg)

10- التركيز على نماذج ضالة وقعت في تكفير المسلمين واستباحة حقوقهم ودمائهم. فيلعب الإعلام على توظيف إساءات هذه النماذج بحيث يتولد لدى سائر المسلمين ردة فعل من تصنيف كافر ومسلم، وكأن كل من وصف الكافر الحقيقي بأنه كافر صار واحدا من هؤلاء الضالين.

  • وغيرها الكثيييير الكثير من الوسائل.

كلها عبارة عن أساليب ممنهجة مدروسة لتزيين الكفر وعمل ميكاج له. يحقرون الإسلام في نفوس أهله، ويزينون لهم الكفر، ليرتدوا عن دينهم.


  • أمام هذا كله نحن أمام حرب وجودية من الفكر التكفيري، تستهدف استئصال ديننا والقضاء على آخر ما تبقى منه.

ونحن بحاجة إلى أن نقدر أنفسنا كمسلمين ونتخلص من الهزيمة النفسية والإذلال الذي نُجرعه صباح مساء، وأن نستعيد الاعتزاز بإسلامنا، لأجلنا نحن، ولأجل البشرية المحتاجة إلينا، لأجل البشرية التي أخرجنا الله لها: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).

  • الدول الظالمة إذا تعرضت للعمل فردي فإنها تظلم وتقصف وتدمر دولاً بأكملها تحت شعار: "من حقنا أن ندافع عن أنفسنا"! بينما المسلمون ليس من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم ودينهم ولا حتى بالكلام وتوضيح المفاهيم، فيؤطرهم التكفيريون بتأطيرات التشدد والتطرف وغيرها.

  • أمام هذا كله، ما المطلوب؟ هل المطلوب أن نخاف؟ من مكرهم؟ أبداً، وإنما الوعي خطوة أولى للوقاية. والمطلوب بعد ذلك أن نتنبه لهذه الوسائل كلما رأيناها (وخذوا حذركم) كما قال الله تعالى. وأن نصبر ونتقي الله ليعصمنا من أن نقع فرائس لكيدهم. قال الله تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط).

يبقى السؤال: هل بالفعل البشرية في حاجة إلينا؟ أم أنها عبارة أدبية ندغدغ بها العواطف؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله فتابعونا. والسلام عليكم ورحمة الله

في التعليقات:

النقطة 1. في تحقير الإسلام:
https://www.facebook.com/eyadqunaibi/posts/293273552158907

عندما ماتت نوال السعداوي ومجدها التكفيريون فاستنكر بعض متابعيهم، ترد إحداهن مثلا، مقدمة برنامج الاسبتالية: (ما تخدوش جمل متقطعة من سياقها.. الست ليها كتب كتير جدا في قضايا متعددة..محتاج تعرفها أكتر قبل ما تحكم عليها).. ويؤيدها من يؤيد.

إذن فمحاربة الله ورسوله نقطة واحدة من نقاط كثيرة تقيم الإنسان على أساسها. ممكن يكون بيستهزئ بالدين وبيعترض على القرآن لكن عنده كتب كثيرة في مواضيع متنوعة فتحترمه لأجل ذلك وتفوِّتْله "صغيرة" أنه يحارب الله ورسوله!

تفصيل النقطة (3) في تحقير الإسلام:

https://www.facebook.com/eyadqunaibi/posts/305136974305898