→ جميع المقالات
لا يستوون - الحلقة 3
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله إخوتي الكرام لا زلنا في سلسلة ((لا يستوون))، التي نريد من خلالها أن نعتز بإسلامنا ونتذكر أن المسلمين وغير المسلمين لا يستوون حالا ومآلا وقيمة وجزاء ومصيرا. قال الله تعالى: ((وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات))...الأحياء بالإيمان والأموات بالكفر والشرك. المؤمن اجتمع قلبه على الله. إذا سأل سأل الله وإذا استعان استعان بالله، لا يخاف إلا الله ولا يرجو إلا الله. إذا آذاه الخلق علم أين الخلل...أنه عصى الله فسلط الناس عليه، فلم يكن له هم إلا إرضاء الله سبحانه، ولا يفكر في استرضاء البشر بعد ذلك. بينما من لا إيمان عنده يرجو ويخاف المدير والأمير والحاكم والوزير والصغير والكبير. قلبه تشتت وتناثر وتقطع وتشرذم بين الخلق يرجوهم ويخافهم ونسي خالقهم سبحانه وتعالى. ضرب الله للفريقين مثلا، وذلك في سورة الزمر: ((ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون و رجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون (29) )). المشرك، بل والمسلم الذي غاب من قلبه خشية الله وحبه، تراه كعبد مملوك لمجموعة من السادة، وهؤلاء السادة مختلفون فيما بينهم يتعمد كل واحد منهم أن يشاكس الآخر، والضحية لهم جميعا هذا العبد. فإذا رأى أحدهم العبد جره ليخدمه ويحرم الأسياد الآخرين من خدمته، وأتعبه لكيلا يبقى فيه نفس لخدمة الآخرين! حتى إذا ما تركه أخذه سيد آخر فعاقبه وجلده لأنه لم ينجز له ما طلب ولم يعذره بتسخير الآخر له!...تصور حال هذا العبد وتمزقه وتشتته. بينما مَثل المؤمن كخادم لسيد واحد يكلفه ما يستطيع دون مشاكسة لأحد، ويعذره إن أخطأ إذ هو يعرف طاقاته وقدراته ويطلع على ما قام به من مهام. فمهمة هذا الخادم واضحة، أن يسترضي سيده ويؤدي ما يأمره به ويستسمحه إن قصر.
ثم قال الله عز وجل؟ ((هل يستويان مثلا))... ((هل يستويان مثلا)) لا شك أنهم...((لا يستوون)).
والسلام عليكم ورحمة الله.