السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي الكرام لا زلنا في سلسلة ((لا يستوون)) التي نستعرض فيها الفرق بين المسلم والكافر على نور من القرآن الكريم.
ولا بد من التذكير إخواني أن مقصودنا من إدراك هذا الفرق هو أن تعتز بديننا أولا، ثم ندرك حاجة البشرية إلى التطهر من أرجاس الشرك التي تمتهن إنسانيتها وتحط من قدرها عند ربها، فنسعى إلى هدايتها بما من الله به علينا من إسلام رحمةً بهذه البشرية التي أخرجنا الله لها:
((كنتم خير أمة أخرجت للناس))
إدراك هذا الفرق بيننا وبين الكفار هو القوة الدافعة لدعوتهم ولإزالة العقبات العنيدة من طريق هذه الدعوة، بدلا من أن نخدر شعورنا بعبارات التسامح الديني وتقبل الآخر التي كثيرا ما نتخذها عذرا للتخاذل عن مهمة الدعوة، إذ قد اندس في شعور بعضنا أن الفرق بيننا وبينهم ليس بكبير، وأن (كله محصل بعضه) كما يقولون! بينما ينبغي أن نحس أن الكافرين مرضى وفي يدنا الدواء.
إذن نتابع في بيان هذا الفرق إخواني وأخواتي.
الطهارة الحقيقية في ديننا هي طهارة الروح. وبهذا التعريف فالمؤمن طاهر لا ينجس وإن أصابته جنابة أو علق بجسمه نجاسة. قال الله تعالى: ((الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم)) (12 النحل). فالطيبون طاهرة أرواحهم. وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: ((المؤمن لا ينجس)).
في المقابل، الكافر نجس وإن اغتسل وانتقع في الماء وتعطر بأنواع العطور. قال الله تعالى:
((إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام)) (28 التوبة)، وقال في المنافقين: ((فأعرض عنهم إنهم رجس)).
فهل يستوون؟ لا يستوون.
المؤمن عظيم القدر في ميزان الله. في الحديث الحسن الصحيح الذي رواه الترمذي أن ابن عمر رضي الله عنهما نظر إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وما أعظم حرمتك. والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.
بينما ضرب الله للمشركين الأمثال:
((أولئك كالأنعام بل هم أضل))، ((مثل الذين حُملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا)).
فهل يستوي الكريم والمهين؟ لا يستوون
المؤمن يستغفر له حملة العرش ((الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (7) )) (غافر).
هذا المؤمن إن كفر بعد إيمانه ماذا يكون مصيره؟ ((أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (87) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم يُنظرون (88) )) (آل عمران)
فهل يستوي الـمُستغفر له والملعون؟ لا يستوون. لا يستوون. فلنعتز بإيماننا ولنحرص أن نغدق من فُيوضه على بني جنسنا من البشر. والسلام عليكم ورحمة الله.