السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام لا زلنا في سلسلة (لا يستوون) التي نعرف من خلالها قدرنا كمسلمين نؤمن بالله إيمانا يميزنا عن المشركين. بين الله تعالى الفرق إذ قال: ((مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون (24) )) (هود). مع أن المؤمن قد يفقد حاسة البصر لكنه يبقى بصيرا: ((فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)). بينما الكافر أعمى وإن سلمت لديه حاسة البصر، لأنه لم ينتفع بها في التفكر في وحدانية الله والإيمان به. ((ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها)) (الأعراف 179). المؤمن حي والكافر ميت: ((وما يستوي الأحياء ولا الأموات)) (فاطر 22)، والحياة هنا حياة إيمان والموت موت كفر وإن عُمِّر صاحبه: الناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء
المؤمن تضاعف له الحسنات في الميزان ((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم (261) )) بينما الكافر والمنافق والمرائي: ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)). فهل يستوون؟ لا يستوون
المؤمن إن مات فموته حدث كبير، بل من المؤمنين من كان لموته آثار فيما بعد السماوات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: ((اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ))! بينما الكافر إن مات فلا يبالي به الكون. قال تعالى في قوم فرعون بعد أن ذكر إغراقهم: ((فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا مُنظَرين)). نعم، فلا صعد لهم عمل صالح من السماء فتبكي على توقفه، ولا سجدوا على الأرض فتبكيَ على انقطاع سجودهم الذي كان يجمعهم بالأرض في صورة العبودية والخضوع لله تعالى: ((فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين)). فهل يستوي المؤمن والكافر؟ لا يستوون.
وهنا إخواني تبدأ الأمور تظهر على حقيقتها، عند الموت وبعده، فيتضح الفرق بين المؤمن والكافر. وهو ما سنراه في الحلقات القادمة بإذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله.