السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي الكرام نحن في سلسلة ((لا يستوون)) التي نستعرض فيها الفرق بين المسلم والكافر حالا ومآلا وقيمة وجزاء ومصيرا على نور من القرآن الكريم. ما أهدافنا منها؟
أولا أن نعرف نعمة الله علينا بالإسلام ويعظم الإسلام في قلوبنا.
ثانيا أن نحرص على عدم تضييع هذه النعمة بكلمة أو فعل ينقلنا من عز الإسلام وكرامته إلى ذل الكفر ومهانته.
ثالثا: أن نحرص على هداية البشرية إلى الإسلام الذي عرفنا عظمته.
استعرضنا في الحلقات الماضية ثمانية فروقات وصلنا بها إلى مرحلة الموت. عند الموت وبعده تتكشف الحقائق ويضمحل زيف الدنيا.
المؤمن يقال له عند موته في تطمين وإيناس: ((يا أيتها النفس المطمئنة ( 27 ) ارجعي إلى ربك راضية مرضية ( 28 ) فادخلي في عبادي ( 29 ) وادخلي جنتي ( 30 ) )) (الفجر) المؤمن المقرب مصيره بعد موته: ((فروح وريحان وجنة نعيم))
بينما قال الله في الكافر: ((ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ( 50 ) ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 51 ) )) (الأنفال).
المؤمن تصعد روحه الطيبة فتفتح لها أبواب السماء ويرحب الملائكة بها كما في الحديث الصحيح. بينما الكافر قال الله فيه: ((إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء)) لا يُسمح لروحه بالصعود إلى السماء. ثم يقول الله تعالى: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى (كما في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد)...سجين المشتقة من السجن كما قال ابن كثير.
فتطرح روح الكافر طرحا، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)) (الحج).
المؤمن يكتب كتاب أعماله في عليين عند الله عز وجل، والكافر يكتب كتاب أعماله في سجين في الأرض السفلى. فالفرق بين المؤمن والكافر كالفرق بين المكانين. مع أن الكافر في الدنيا قد يضع المؤمن في أقبية تحت الأرض بينما يسكن هو فيلا فارهة مطلة عالية. الكافر في الدنيا قد يدوس برجله رأس المؤمن. لكن زيف الدنيا انقطع وبدأت الحقائق في رحلة ما بعد الموت. فالمؤمن في علو والكافر في سفول. فهل يستوون؟ لا يستوون.
إخواني بعض الناس يستهين بكلمات خطيرة في ساعة غضب، بل ربما في معرض المزاح! هذه الكلمات فيها استهانة بقدْر الله عز وجل أو بحرمات الدين. نحن نستعرض الفرق لنتذكر أن كلمة كهذه قد تهوي بأحدنا من عليين إلى مكان سحيق والعياذ بالله.
ونستمر في المقارنة في الحلقات القادمة بإذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله.