→ جميع المقالات
لا يستوون - الحلقة 7
١٤‏/٧‏/٢٠١٤

السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام نستمر في سلسلة (لا يستوون) التي نستعرض فيها الفرق بين المؤمن والكافر لنحمد الله على نعمة الإسلام ولنوقد في قلوبنا شعلة حب الخير والهداية للبشرية.
المؤمن يثبت في القبر عندما يسأله الملكان فيلهمه الله الجواب الذي يرضيه عز وجل. وذلك قوله تعالى: (يُثّبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الُآخِرِةِ)، وأما المنافق فيقول: (لا أَدْرِي، سَمِعْتُ الناسَ يقولونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ) كما في الحديث الذي رواه البخاري. أي أنه لم يخالط الإيمان قلبه. إنما كان يقول كلاما بلسانه تقليدا لمن حوله من المسلمين. لم يكن ينطق بكلمة التوحيد حبا لها وقناعة بها. إنما ليساير من يعيش معهم. فلم ينفعه ذلك في قبره. فهل يستوون؟ لا يستوون. المؤمن إذا عاين النعيم قال ((الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثَنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين)) بينما في المقابل ((ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)). فهل يستوون؟ لا يستوون. المؤمن يذكر الله إدخاله إلى الجنة بألفاظ التكريم: ((ادخلوها بسلام آمنين (46) )) (الحِجر)، ((سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين (73) )) (الزمر)، ((أولئك في جنات مكرمون))...هذا المؤمن لعله أهين في الدنيا كثيرا، لكن اليوم يجبر ربه كسره ويطيب خاطره. بينما تلاحظ أخي أن الله عز وجل يتكلم عن إدخال الكافرين إلى النار بألفاظ الإهانة والتحقير: ((فكبكبوا فيها هم والغاوون () وجنود إبليس أجمعون () )) لاحظ! فكبكبوا... والوقع الصوتي للكلمة (فكبكبوا) يشعرك بركام على بناية، يُدفع به إلى الحافة ليقع في هاوية على دفعات... ((فكبكبوا فيها هم والغاوون)) ومثله قال تعالى: ((ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم))...يراكم الله أخلاط الكفار والمنافقين ليكبكبهم في جهنم، والعياذ بالله.

وقال تعالى أيضا: ((خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) )) (الدخان). ((فاعتلوه)) كما قال المفسرون: أي جروه وادفعوه بعنف. ((خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم (48) ذق إنك أنت العزيز الكريم (49) )) (الدخان). أنت كنت في الدنيا ترى نفسك عزيزا كريم القدْر وتستكبر على المؤمن وتستهزئ بهم؟ هذا قدرك الحقيقي فاعرفه الآن. وقال تعالى: ((يوم يدَعُّون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون)) لاحظ الوقع الصوتي لكلمة (يدعون). فهل يستويان: ((أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير)) فاحذر يا أخي أن تخرج منك كلمة أو فعل فيه استهانة بالدين فينقلك من التكريم إلى الإهانة عافانا الله وإياك. هل يستوي من قال الله فيهم ((أولئك في جنات مكرمون)) ومن قال الله فيه: ((يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا))... هل يستوي المكرمون والمهانون؟ لا والله لا يستوون. اللهم أكرمنا ولا تهنا، وارفعنا ولا تضعنا، وأعزنا ولا تذلنا برحمتك يا أرحم الراحمين. والسلام عليكم ورحمة الله.