السلام عليكم ورحمة الله. إخوتي الكرام لا زلنا نقارن مصائر المؤمنين ومصائر الكافرين والمنافقين حتى نحس بعظمة الفرق فلا يبهت الإيمان في حسنا، وحتى لا ينسينا الظلم الذي نراه في الدنيا قول الله عز وجل: ((ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا)) كم من مسلم صفع على وجهه من قبل أناس متسلطين مجرمين لا يخافون الله. كم من كافر مات ولم يمس وجهه بسوء. لكن يوم القيامة، يومَ الحقائق: المؤمن وجهه مكرم، وخير تكريم النظر إلى وجه الله تعالى: ((وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة (23) )) (القيامة). في المقابل الكافر يهان وجهه: ((يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر)). ويضرب على رأسه: ((ولهم مقامع من حديد (21) كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها)) (الحج).
المؤمنون ينعمون بسماع الثناء والتهنئة من الملائكة: ((والملائكة يدخلون عليهم من كل باب () سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار () )). بينما الكافر يعذب عذابا نفسيا بلومه وتقريعه من قبَل الملائكة: ((وذوقوا عذاب الحريق (22) ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد (24) )) (الحج) ولعل العذاب النفسي لا يقل إيلاما عن العذاب الجسدي.
المؤمنون يرتوون لقاء عطشهم في صيامهم وجهادهم: ((ويُسقَون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا () عينا فيها تسمى سلسبيلا)) وأجمل وأعظم ما في الأمر أن سقياهم هذه من الله تعالى: ((وسقاهم ربهم شرابا طهورا)). بينما الكفار: ((وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم)) والعياذ بالله. فهل يستوون؟ لا والله لا يستوون.
المؤمنون ((لهم ما يشاؤون عند ربهم)) بينما الكفار: ((وحيل بينهم وبين ما يشتهون))...في لحظة، لعلها جلطة دماغية أو قلبية أو حادث سير، وإذا بالكافر ينتزع من مشتهياته كلها بلا رجعة إلى الأبد. ثم هو في النار لا يجاب له طلب. يطلب أن يرد إلى الدنيا فلا يجاب طلبه، يطلب الخروج من النار فلا يجاب، يطلب أن يقضى عليه فيموت فلا يجاب، يطلب تخفيف العذاب فلا يجاب. بينما المؤمنون ((لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين (34) )) (الزمر)، ولا يطلبون ولا يتمنون الخروج من الجنة ((خالدين فيها لا يبغون عنها حولا)). فهل يستوون؟ لا يستوون.
اللهم أدخلنا الجنة برحمتك، وتجاوز عنا بعفوك وكرمك. والسلام عليكم ورحمة الله.