→ جميع المقالات
"ماما ليش عيدهم حلو وعيدنا بشع؟"
٢٢‏/١٢‏/٢٠١٤

قال لي صديق: كنا في مول، فأخذَتْ زوجتي أبنائي بعيدا عن مشهد اطفال المسلمين يلحقون فرقة توزع الهدايا بمناسبة اقتراب رأس السنة الميلادية! أخذتهم بعيدا وأدارت أنظارهم لئلا يسألوها: (ماما ليش عيدهم حلو وعيدنا بشع؟)!! التعليق: في نقدنا لمشاركة "مسلمين" في أعياد النصارى نكرر الخطأ نفسه: نركز على النتائج ولا نفتش في الأسباب. من الأسباب أننا "نكدون"!! نكرس في أبنائنا وفي بسطاء المسلمين، وفي بعضنا البعض، أن الإسلام يجب أن يرتبط بالنكد !! كثير من الدعاة يتحرج أن يُظهر فرحته أو يمزح على العلن حتى لا يقال أنه "لا يهتم بمآسي المسلمين"! - "بل أهتم! ودعني أبرهن لكم...سأنشر صورة للأشلاء والدماء والدمار والبكاء" - لم ينشرها لأنه كان متأثرا بها بالفعل وقتها، ولا ليرتب عليها عملا ينصح به إخوانه، وإنما ليبرهن على "ولائه وبرائه" وأنتمائه للأمة! - وندخل هنا في الرياء والمزايدات وإلزام الناس بما لا نلزم به أنفسنا من ضرورة استمرار الحزن!! - حتى نحن لا نستطيع أن نبقى حزينين، فالتنفيس والترويح مطلب أساسي للنفس السوية. لكننا نطالب الناس بما لا نطيقه نحن! - يذكرني هذا بمشهد الشيعة في اللطميات! ترى أحد "الملالي" يتثاءب أثناء انتحاب المتكلم على الحسين، فإذا سُلطت الكاميرا عليه تباكى ولطم ليثبت ولاءه للحسين!! - متى نتعلم أن نجمع بين الاهتمام بأمر أمتنا والعمل بنفس منشرحة وفرح بما يستوجب الفرح؟ - شرع الله تعالى الفرح في أعيادنا وهو سبحانه يعلم حاجة المسلمين إلى مواسم يفرحون بها، حاجتهم إلى ذلك نفسيا وتربويا.

  • لكن البعض يزايد حتى على دين الله! ويصر أن يتكلم عن مآسي المسلمين –بسلبية- حتى في الأعياد والأعراس، ليثبت "ولاءه وانتماءه"! فيزيد من ارتباط صورة الدين بالنكد في أذهان الأطفال وبسطاء المسلمين، فيسرع هؤلاء إلى شيء يفرحون به، ولو كان أعياد النصارى! - ثم نزيد الطين بلة عندما نقول لهم: (كيف تحتفلون بأعياد النصارى وتتغافلون عن مآسي أمتكم؟)! سيردون عليك في نفوسهم: (أصلا نحن نحتفل هروبا من نكدكم ومآسيكم، ولا زلت تلاحقنا بالنكد!) - أعيد وأقول: المشكلة أن كثيرا منا يطالب الناس بحزن مستمر هو شخصيا لا يتحمله: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

والأهم أنه حزن سلبي وجلد ذات لا توجيه فيه لما ينفع.

  • فلنكف عن الحزن السلبي، وإلا فسيمسك أبناؤنا بأذيال "بابا نويل" ويقرعون معه الأجراس، بينما نحن في لطميات الرياء! #عيد_رأس_السنة