ظاهرة غير صحية كلما واحد ترك الإسلام أن ننشغل بالحديث عنه.. اقرأوا سورة (عبس) لتتعلموا منها عزة الحق: (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) )...ما لك وما له إذا كان معرضاً؟ (وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10) ) الناس الذين جاؤوا يسألونك عن الحق خوفاً من الله وطمعاً في فضله يجب ألا يلهيك شيء عنهم...هؤلاء استثمارك للدار الآخرة..فلا تسمح للمستغنين عن رحمة الله أن يأخذوا من اهتمامك ونفسيتك على حساب هؤلاء الـمُقبِلين. (كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12)).. فمن شاء ذكره..وهو المستفيد لا أحد غيره، لأنه: (مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا). ولأنه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17)). ولأنه: (وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)). قلت في كلمة (ماذا بعد في سبع سنين) ولا زلت أقول: يجب أن نكون رحمة للعالمين أسوة بحبيبنا صلى الله عليه وسلم، ونحب أن يعود تاركو الإسلام إليه، ونعمل من أجل ذلك، لكن في الوقت ذاته من الخطأ أن ننشغل بهذه الأخبار ويصيبنا القلق والإحباط وكأن "الدنيا ضاعت خلاص"!! إذا حزنت لكفر من يكفر فحول حزنك مباشرة إلى قوة دافعة إيجابية وعملٍ مستمر، وإياك أن تنكسر، وركز على من يسمع منك، فما أكثرهم وما أشد حاجتهم إلى معرفة دينهم..( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).. وتذكر قول رب العزة في الحديث القدسي الذي رواه مسلم: (يا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا)... فاعتزَّ بعزة الله!