الرجل يتميز بعفوية، بساطة، طيب خلق، طولة بال...أظن من الصعب على من يجالسه ويتكلم معه ألا يحبه ! رأيت ذلك كله منه في رحلةعلاج البُنَية. إذا احتاج مريض إلى عملية فإنه يضغط برنامجه، ويحرم نفسه من العودة مبكرا لأهله ولأطفاله الجميلين، ليضع موعدا قريباً لهذا المريض. وددت مرارا وهو يتكلم أن أقوم فأقبل رأسه..لكن أظنه كان سيُحرج لتواضعه الشديد..ولولا الحفاظ على خصوصيات الإخوة الذين يتعاملون معي عن قرب لذكرت اسمه. وأعلم أن له أمثالاً في الأردن من إخوة وأخوات خيرين طيبين يتقربون إلى الله بخدمة الناس هنا مع أن لديهم فرصا للتنعم خارج البلد. قلت في نفسي وأنا أسمعه: المفسدون منتجو المسلسلات الهابطة يقولون دائماً (نحن نعكس شريحة من المجتمع، ما عرضنا إلا الواقع، لا شيء أكثر من الواقع، ما جبنا شيء من عندنا..لماذا تلوموننا؟)! تريدون عكس شريحة من المجتمع؟!
لماذا لا تنتجون مسلسلات عن كل هؤلاء الذين لم يستسلموا للقهر من رؤية الفساد ولم يبرروا لأنفسهم خذلان أهلهم وأبناء عقيدتهم، بل يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة؟! حتى لو كان على سبيل: خلي الناس يسدوا الخلل الذي أحدثه غيرهم!! أم أن هؤلاء ليسوا القدوات التي تريدون إبرازها للمجتمع؟! سؤال لمن يبغونها عوجا !