→ جميع المقالات
نصيحة لمن يُغضبون إخوانهم في مثل قضية الصحيفة الفرنسية
١٢‏/١‏/٢٠١٥

بعد أحداث الصحيفة الفرنسية رأينا في مواقع التواصل استحسانا من بعض المسلمين للعملية واستياء من آخرين. ليس موضوعي هنا المناقشة الشرعية للعملية والمصالح والمفاسد المترتبة عليها. إنما المؤلم أن نرى أناساً ألين بالمشركين من إخوانهم المسلمين ! يعلقون على من أقر العملية أو فرح بها قدراً –بغض النظر عن موقفه منها شرعاً- بمثل التعليقات التالية: (تبا للإرهاب الذي يسكن عقولكم)! (أشكالكم هم من ينفرون الناس عن الإسلام)! أذكر هؤلاء هداهم الله بالحديث الذي رواه مسلم أنَّ أبا سفيانَ أتى على سلمانَ و صهيبٍ وبلالٍ في نفَرٍ، ويظهر ان ذلك كان في الهدنة بعد الحديبية، فقال هؤلاء الصحابة: واللهِ ما أخذَتْ سيوفُ اللهِ من عنُقِ عدوِّ اللهِ مأخذَها. (يقولون ذلك نقمة على أبي سفيان الذي آذى المسلمين). فقال أبو بكرٍ : (أتقولون هذا لشيخِ قريشٍ وسيِّدِهم؟) (لأن أبا سفيان كان وجيه قريش). فأتى أبو بكر النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخبرَه. فقال له النبي: ((يا أبا بكرٍ! لعلك أغضبتَهم. لئن كنتَ أغضبتَهم لقد أغضبتَ ربَّك)). فأتاهم أبو بكرٍ فقال: (يا إخوتاه، أغضبتُكم؟) قالوا: (لا، يغفرُ اللهُ لك يا أخي). إذن إخواني نبينا صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى أن شأن مشرك محارب في أصله أقل من أن تُغضب من أجله مسلما. هؤلاء الصحابة ما قالوا كلمتهم إلا حبا لله وغيرة على دينه تعالى وغضبا ممن حاربه. فالله يغضب لغضبهم في ذلك ويرضى لرضاهم. لاحظ أن أبا بكر عاتبهم عتابا لطيفا لم يتهجم عليهم فيه ولا سبهم ولا سخر منهم ولا قال لهم أنتم تشوهون الإسلام. ومع ذلك حذره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إغضابهم لأجل كافر يغضب الله تعالى! فكيف والمقام مقام حديث عن أناس مجرمين استهزأوا بنبينا صلى الله عليه وسلم، لا هم ذميون ولاكفونا شرهم؟! لماذا تتهجم على أخيك في الله وتغضبه وتثير عاصفة جدال تزيدنا فرقة؟! نعم، لك أن تناقش المسألة نقاشا شرعيا هادئا...ونعم، بعض الشباب في أسلوبه وكلامه أخطاء. لكن، أليسوا أولى برفقك وحلمك وسعة صدرك من المشركين الذين تريد -كمانريد أيضا- أن تعطيهم صورة مشرقة عن الإسلام ؟ إخواني، لقد هنا على الدنيا كلها، فلا أقل من أن نكون رحماء ببعضنا، بدل أن يحقر بعضنا بعضا ويستهزئ بعضنا ببعض. والسلام عليكم. #شارلي_ايبدو #مسيرة_فرنسا #مسيرة_باريس