→ جميع المقالات
هل شتم ابن سلول رسول الله ومع ذلك سامحه؟
٢٤‏/١‏/٢٠١٥
  1. كان النبي صلى الله عليه وسلم حليما يعفو ويصفح، صحيح، لكنه مع ذلك كان عزيزا كريم النفس مهابا.

فينبغي الحذر من التكلف في الحديث عن "التسامح" الذي يُشعر السامع أن ديننا دين مذلة وهوان، حاشا لله. 2. قالوا: إن ابن سلول قال في غزوة بني المصطلق (ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائلُ سَمِّنْ كلبَك يأكلُك)، وأنه يقصد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك عفا النبي عنه. 3. بداية، هذه الرواية مرسلة، فهي ضعيفة لا تثبت. وحتى لو أنها ثبتت فإن ابن سلول كان فيها يتحدث عمن سماهم (جلابيب قريش)، يقصد بهم المهاجرين، ولم يصرح باسم النبي صلى الله عليه وسلم. 4. إنما الذي ثبت أنه قال: (ليخرجن الأعز منها الأذل)، وحتى هذه لم يصرح فيها باسم النبي، وقد وضحنا أن النبي لم يسكت عن هذه بل أرسل إلى ابن سلول يسأله فحلف الأيمان تلو الأيمان أنه لم يقلها. تصور معي ابن سلول بمذلة يحلف للنبي. 5. أما في العلن، فقد كان ابن سلول يُظهر أمام الناس التوقير للنبي صلى الله عليه وسلم. بل وفي الحديث الذي أخرجه ابن حزم في المحلى وصححه عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قالتْ قريشٌ (يوم الحديبية): (يا أبَا حُبَابٍ (وهي كُنية ابن سلول) إنَّا قدْ منعْنَا محمدًا طوافَ هذا البيتِ ولكنَّا نأْذَنُ لكَ) فقالَ: (لا، لِي في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أسوَةٌ حسَنَةٌ)! (قال ابن حزم: صحيح من رواية الثقات مسند) 6. كذلك في حادثة شبيهة عندما قال أحد المنافقين قولا سيئا في المهاجرين (ولم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن أراد التعريض به) قال ابن عمر: فأنا رأيتُهُ متعلِّقًا بِحِقبِ ناقةِ رسولِ اللَّهِ تنكُبُهُ الحجارةُ وهو يقولُ : يا رسولَ اللَّهِ إنما كنَّا نخوضُ ونلعَبُ, ورسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ يقول : (أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ). 7. فهكذا كان المنافقون أذلة يعتذرون ويحلفون. لا تتصور أنهم كانوا يسبون النبي صراحة متكئين يضحكون ثم يسامحهم النبي صلى الله عليه وسلم! 16. نختم بكلام عظيم لابن تيمية في (الصارم المسلول على شاتم الرسول): (فإن الكلمة الواحدة من سب النبي صلى الله عليه وسلم لا تحتمل بإسلام ألوف من الكفار. ولأن يظهر دين الله ظهورا يمنع أحدا أن ينطق فيه بطعن أحب إلى الله ورسوله من أن يدخل فيه أقوام وهو منتهك مستهان) أي أن يعلو شأن الإسلام بما لا يجرؤ أحد على الطعن في النبي أحب إلى الله ورسوله من أن يسلم خلق كثير بينما تُنتهك حرماته ويستهين الكفرة بسب نبيه صلى الله عليه وسلم. 17. ففرقوا رحمكم الله بين تسامح الإسلام والمهانة! (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون). ملاحظات: لا داعي لإقحام جواز أو حرمة الانتقام الذي حصل في مسألتنا وفي كل مقام نذكر فيه تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم ! أنا هنا أتكلم عن نَفَس ذل وهوان ينشر بين المسلمين باستدلالات باطلة. العديد من أسئلتكم واعتراضاتكم على المقال إخواني تم الإجابة عنها في مقال أمس: https://www.facebook.com/eyadqunaibi/photos/a.1414728445422520. 1073741826. 1409472375948127/1625993400962689/?type=1