لا أخفيكم أني عندما أسمع الخطيب يوم الجمعة يدعو: (اللهم حرر فلسطين من دنس اليهود) ونؤمن على دعائه...أشعر أننا نضحك على أنفسنا! وكأن مشكلتنا هي احتلال فلسطين فحسب . أمس حدثني أحد الإخوة من "دولة عربية شقيقة" عن بلاده "الحرة" التي تحتفل سنويا بــ"عيد الاستقلال". قال لي: - قبضة "أمنية" شديدة تحاسب الشباب الأقارب إن اجتمعوا في دواوينهم على قراءة صحيح البخاري ولو دون شرح، فيقال لهم: اجتمعوا اجتماعات عائلية فقط دون كتب دينية. وأقسم لي على ذلك.
أمامك قائمة انتظار 600 طفل، تحب تسجل ابنك على القائمة أم تنسى الموضوع؟)، وأقسم لي على ذلك أيضا! - خطبة الجمعة تأتي مقررة من وزارة الأوقاف. لا علاقة لها بالواقع. من شهر تم تغيير الدعاء في آخرها من (اللهم أدم نعمة الأمن والأمان على دولة..... وسائر بلاد المسلمين) إلى: (وسائر بلاد العالمين)...وأراني الآخ صورة الدعاء المطبوع، وفي الحاشية: (يكرره الخطيب مرتين). طبعا! لا داعي عندهم للزج بمسألة الإسلام في الأمر! فلماذا لا يكون الأمن لأمريكا وروسيا وإيران و"إسرائيل" أيضا! - للدروس بعد الصلاة هناك كتاب مخصص بمواعظ قديمة مكررة ممنوع يتجاوزها الإمام. وعلى باب المسجد: (مدة الموعظة بعد الصلاة 5 دقائق يمنع تجاوزها. للشكاوى اتصل على الرقم...)! هذا البلد هو الذي يسارع إلى دعم كل حرب ضد المسملين وصولا إلى مالي في أقصى الغرب، بالثروات التي أودعها الله في باطن أراضيه وهي من حق المسلمين، لكنها تتحول إلى رصاص ونار تحرق بلادهم وتثبت عروش السفاحين! بقي أن تعلموا أن نسبة السكان الأصليين في هذا البلد 18% فقط، بينما تمتلئ بالسكان الأجانب غير المسلمين، منهم 250 ألف بريطاني متملكين لأراض وبيوت في الوقت الذي يحتاج فيه إخوة الدين المسلمون إلى "الكفيل" ليعملوا في هذا البلد، دون تملك طبعا. ختم الأخ بقوله أنه مع كثرة الأجانب في البلد، يتوقع أن تطالب الأمم المتحدة بإعطاء سكان البلد حق تقرير المصير عام 2015، ليختاروا من يحكمهم. لذا، قال له بعض إخوته: (علينا أن نقف في وجه هذا الخطر الداهم). فقال لهم: (بالعكس، إن لم ينعم الله علينا بالخلافة الإسلامية فأسأله تعالى أن يرزقنا حكما بريطانيا لنمارس ديننا بحرية)!! فهل بعد ذلك نقول: (اللهم حرر فلسطين المحتلة)؟ بل: اللهم حرر بلاد المسلمين المحتلة. (الصورة من موقع الجزيرة)