→ جميع المقالات
وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ
٢٢‏/٤‏/٢٠١٩

كنت أقرأ كلاماً نفيساً نشره أحد الإخوة على حسابه...كلاماً في المفاصلة مع الباطل وأهله، ورفض الدخول تحت جناح الباطل أو الاعتراف له بشرعية أو مشاركته في التشريع من دون الله بناء على مرجعيات غير مرجعية الشريعة.. قلت في نفسي: لا بد أن القائل سيد قطب..أو محمد قطب..أو تلميذ من مدرستهما رحمهما الله. قرأت اسم الكاتب..فكانت المفاجأة أنه رأس من رؤوس الدعوة المنتسبة -زوراً- إلى السلفية في إحدى البلدان! وذلك في كتابٍ له عام 2008. . ثم رأيت تحت كلامه هذا صورة حديثة له (موديل 2019)!..صورة قبيحة له ولمجموعة من الملتحين (لحىً السنة منها براء!) من جماعته يحشدون لإقرار ما كان بالنسبة لهم قبل سنوات باطلا يرفضون المشاركة فيه ويقولون للقائم عليه بالحرف: (لا نعمل تحت رايتك ولا نرضى بثيابك ولا نقبل قيادتك ولا نعترف برياستك)!! عندما قرأت الكلام ثم نظرت إلى الصورة فرأيت ما بينما من تفاوت، مع استحضار المواقف الأخرى المخزية للمذكور..لم أجد تفسيراً إلا قول الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ)..محل الشاهد تحديدا أن الذنوب العظام يكون من جزائها إنساء العلم النافع. قال ابن تيمية: (من الذنوب ما يكون سببا لخفاء العلم النافع أو بعضه ; بل يكون سببا لنسيان ما عَلِم ولاشتباه الحق بالباطل) وإلا فالله أحفظ للود من أن يضل قوماً بعد إذ هداهم وعرفهم..ما لم يراكموا ذنوباً تستوجب سخطه (ومن أخطرها كبائر القلوب). وبعد، فهذه نهايات دين (المصلحة والمفسدة) الذي هو في حقيقته دين آخر غير الإسلام! يرد به على كل دليل شرعي بالأهواء والتعليلات السياسية والفهلوية، كأنْ لا وحي، ولا ثوابت، ولا استحضار لمعية الله للطائعين وتدبيره لأمرهم، بل وحتى لا مروءة ولا كرامة نفس!! فاللهم يا مقلب القلوب، اهد هؤلاء الضُّلَّال وتداركهم برحمتك قبل أن يموتوا على ضلالهم هذا.. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا تؤاخذنا بما فعلنا، فوعزتك وجلالك إن وكلتنا إلى أنفسنا ومعاصينا لنهلكن ولنكونن عبرة لغيرنا كما كان هؤلاء عبرة لنا ! ملاحظة: لا مجال هنا للخوض في نقاشات مع المدافعين عن التنازلات. فقد خصصت لبيان سوء وزيغ (فقه التنازلات) مجموعة خطب، وسلسلة بعنوان: (نصرةً للشريعة)، ومجموعة كبيرة من الدروس والمقالات، وكلها منشورة على النت. والله المستعان.