→ جميع المقالات
" أدينا عايشين "
١٠‏/١١‏/٢٠١٤

اتفق العقلاء على وجوب حفظ الضرورات الخمس: الدين، النفس، العقل، العِرض، والمال. تأمَّلْتُ فيها فما وجدت "ولاة الأمور"، ومِن ورائهم النظام الدولي، قد أبقوا للمسلمين شيئا منها!

  1. أما الدين، فيكفيك أن ترى سب الله تعالى والاستهزاء بشريعته في الوقت الذي يعاقَب فيه من "قدح في المقامات العليا" لولاة الأمر! وتُلقَّنُ الأجيال تعظيم الأنظمة الحاكمة وقوانينها المضيِّعة للإسلام، وتقام المدارس "العَلمانية" ، ويُروَّج للإلحاد في الجامعات ويمارس "المنصرون" نشاطهم التشكيكي، مع تغييب المصلحين.
  2. وأما النفس، ففي أية لحظة يمكن أن يقرر النظام الدولي توجيه سهامه لشعب من شعوب المسلمين فيمزقهم ويحرقهم ويبعثر أشلاءهم، مباشرة أو بالوكالة.

وعلى سائر المسلمين أن يلتزموا السلبية لمصلحةٍ رآها "ولي الأمر". عليهم أن ينتظروا دورهم للذبح كالنعاج حين يقرر معوَّقو النظام الدولي أن يطبقوا عليهم ما كانوا يمارسونه على الـplay station ! 3. وأما العقل، فآلاف الفضائيات والإذاعات لتزييف الوعي وطمس الحقائق واغتيال العقل. آلاف البرامج والمسابقات والأفلام والأُغنيات لإغراق الشعوب في الجنس والإغراء وانحطاط الأخلاق، خمور تباع علناً لتسكر الشعوب المنكوبة المغتصبة، مكر الليل والنهار لإخراج أجيال تافهة قدوتها راقصة وممثلة وزانٍ عربيد. 4. وأما العِرض، فمع تأخر سن الزواج وصعوبة تكاليفه، ومع إحاطة الشباب والشابات بالفتن والمغريات، تُطبَّق اتفاقيات "حرية المرأة" المزعومة، و"رفع وصاية" أبيها عليها، كاتفاقية سيداو، وتضمن مؤسسات "حماية الأُسرة" لها الحماية والدعم إن رغبت في الانحراف! وقد توضع أنت في السجن يوما لأنك ضربت ابنتك التي تأخرت مع "صديقها" في الليل. وتستباح أعراض العفيفات في سجون أنظمةٍ تحظى بالدعم والتأييد الكامل من شياطين النظام الدولي ووكلائه. 5. وأما المال، فليت "ولاة الأمر" حرموا منه الشعوب فحسب! بل استخدموا ثروات الأمة في محاربتها ومحاربة دينها! ومع هذا كله، ستجد من يقول: "أدينا عايشين"!! حرمان من كل ما يميز الإنسان عن الحيوان، فلا دين، ولا نفس، ولا عرض، ولا عقل، ولا دين، ومع ذلك "أدينا عايشين"! ذلَّ من يغبط الذليل بعيشٍ رُبَّ عيشٍ أخفُّ منه الحِمامُ (أي: الموت) وبالمناسبة، فليست شعوب الإسلام فحسب هي المنكوبة بذلك، بل وعامة شعوب الأرض التي حَرَمَتْها العصابات المتنفذة من هذه الضروريات بشكل أو بآخر. الخطوة الأولى في السير على بصيرة لاسترداد هذه الضرورات هي "اليَقَظة"، بأن يُدرك الناس أنهم ليسوا "عايشين"! فما هذه الحياة التي ارتضاها الله للإنسان. (اليَقَظة) هي أول (مدارج السالكين)، اليَقَظة التي تشكل لك انزعاجاً يجعلك مستعدا لبذل وقتك وتخطيطك وفكرك لحفظ هذه الضرورات الخمسة. هي التي تستفزك كلما قلَّ صبرك وفَتَرت عزيمتك، لأنك تدرك أن الركون معناه العودة إلى "حياة الموت". اليقظة هي التي تمنعك من أن تقول "أدينا عايشين".