→ عودة إلى تغريدات

عندما تكلمتُ عن صيام ابنتي نور (وهي بالمناسبة في الثامنة والنصف) وتصبيري لها بلقاء الله فرحاً بها، اعترض بعض الإخوة بأن…

١٩ أبريل ٢٠٢١
عندما تكلمتُ عن صيام ابنتي نور (وهي بالمناسبة في الثامنة والنصف) وتصبيري لها بلقاء الله فرحاً بها، اعترض بعض الإخوة بأن…

عندما تكلمتُ عن صيام ابنتي نور (وهي بالمناسبة في الثامنة والنصف) وتصبيري لها بلقاء الله فرحاً بها، اعترض بعض الإخوة بأنه لا ينبغي أن نُتعب الأطفال بالصيام. فأقول يا كرام: نص الفقهاء على أنه لا ينبغي أن نشق على الأبناء إذا كان في الصوم إضرار بهم أو تخورُ به قواهم، لكن في الوقت ذاته، خطأ (((تماماً)))فكرة تجنيب الولد أو البنت أدنى مشقة والحرص على ألا يعاني من الجوع للحظة !

أعجبتني ما سمعته من أخي المربي أنس شيخ اكريم وهو يقول: (الجوع أفضل وسيلة لتعليم الصبر...أن يجوع الولد لساعات، ثم يأكل فيحس بقيمة الطعام ولذته)، وذكر المقولة المأثورة: (أشفقوا على أبنائكم من إشفاقكم عليهم!).

نعم، الجوع بانتظار الوجبة التالية وسيلة رائعة للتعويد على الصبر، وقد فقدناها للأسف مع وجود الحلوى التي يتشريها الأبناء بالمصروف اليومي وسياسة الثلاجة المتاحة في كل الأوقات.

فكيف إذا انضم إلى التعويد على الصبر أن تعود ابنك من صغر سنه على التضحية في سبيل الله...أنك تضحي بلذة الطعام والشراب ابتغاء وجه الله. معنى التضحية في سبيل الله غائب من تربيتنا في كثير من الأحيان. ورمضان فرصة لدورة مكثفة من ثلاثين يوماً يُسقى فيها كل يوم غرس هذا المعنى العظيم.

وقد ورد أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يُصَوِّمون أبناءهم، فإذا جاعوا دفعوا إليهم اللعب ليتلهوا بها.

أشفقوا على أبنائكم من إشفاقكم عليهم! وربوا فيهم الصبر والتضحية، فهو أنفع لكم ولهم في الدنيا والآخرة. فالابن الذي لا يصبر ولا يضحي وبالٌ على نفسه وعليك.

التعليق الذي أرفقناه هو لإحدى الأخوات على المنشور عن ابنتي. تهلل وجه ابنها لما سمع (لتلقى الله فرحاً بك)..هذه المعاني تجد أصداء عند أبنائنا إذا خرجت من قلوبنا وقرؤوا ذلك في قسمات وجوهنا...صدقوني ! فالله تعالى فطر الأطفال على محبته...