أسوأ طريقة لنصرة الأقصى وأهل غزة هي أن تحول نصرتهم إلى سبب للفرقة والشحناء ! "لماذا يا فلان لم تنشر عن الأقصى؟"...محاكم…
أسوأ طريقة لنصرة الأقصى وأهل غزة هي أن تحول نصرتهم إلى سبب للفرقة والشحناء !
"لماذا يا فلان لم تنشر عن الأقصى؟"...محاكم تفتيش تتنقل عبر صفحات المصلحين لاستجوابهم ثم سل سيوف الألسنة عليهم !
أعرف أخاً مصلحاً يدعو للمرابطين في القدس يومياً، ويدعو للمسلمين المستضعفين في العالم من عشرات السنوات، ويقدم ما يتاح تقديمه من دعم مادي لأهلنا في فلسطين، ويعمل على تربية نفوس عزيزة سوية لتحرر الأقصى وتنهض بالأمة، وأحسبه أرق مني قلباً وأشد حزناً على إخوانه في الأقصى وغزة..ويسير خلال رمضان في دروس قرآنية على قناته على تلغرام يربط فيها الآيات بالأحداث ويذكر طلابه بالدعاء لإخوانهم ونصرتهم بما يستطيعون..على الرغم من مشكلة صحية شديدة تعرض لها مؤخراً، وليس مداهناً لأحد بل جريء في الحق.
ثم يأتي -بكل بساطة- مجموعات من الناس يعلقون على حسابه: "لماذا لا تتكلم عن الأقصى؟"، "لا تهمكم هذه القضية هاه"؟! مع أنياب مكشرة تظهر من الحروف، وأحكام جاهزة بالإعدام!
وأحسب أن بعض هؤلاء يحتاجون لمراجعة أنفسهم ليروا إن كانوا يستغلون الأحداث كموسم لزيادة عدد المتابعين وعيونهم على الإعجابات والمشاركات التعليقات ! ثم هم يزاودون على من كرس وقته وجهده ودعاءه لنصرة إخوانه لوجه الله تعالى فيما أحسبه.
طيب لماذا لا يكتب شيئاً ويسكتهم؟
لو كنت مكانه لانقبضت عن مجاراة هؤلاء...فالذي يريد أن يكتب شيئا ينبغي أن يكتبه لوجه الله، لا ليسكت الناس أو يسترضي الناس أو يتخلص من تهم الناس ! أقول هذا الكلام وأنا شخصياً قد نشرت كثيراً في الموضوع، فلا يستطيع أحد أن يقول اني أقوله دفاعاً عن نفسي. ومع ذلك فلا والله لا أزعم أن عملي في نصرة الأقصى وغزة أقرب إلى القبول وأرجى عند الله من إخواني الذين يطعنهم الناس ويشتمونهم بينما هم يَدْعون لأهل الأقصى في السجود والاعتكاف ويعملون على نصرتهم دون ضوضاء !
قد يقول قائل: فلماذا تنتقد أنت كلام هذا أو ذاك ممن ترد عليهم؟ لأني إنما أرد على منكر، لا أني أريد للناس أن يُظهروا عملهم الصالح "رغماً عنهم".
اتركوا الناس...لا تقلبوها إلى مهرجان مزاودة ومحاكم تفتيش ! وليختر كلُّ واحد طريقة مشروعة لنصرة إخوانه، لا تدفعوا الناس إلى الرياء دفعاً ! ولا تجعلوا "نصرة الأقصى" سبباً للفرقة والتباغض وإسقاط الناس !
والله المستعان.