→ عودة إلى تغريدات

كانت نقطة تحول هائلة في حياتي ! ولأني أحب لكم الخير كما أحبه لنفسي أشاطركم إياها: كنت من قبلُ إذا تعرضت لمنغصات في حيات…

١٨ يناير ٢٠٢٢
كانت نقطة تحول هائلة في حياتي ! ولأني أحب لكم الخير كما أحبه لنفسي أشاطركم إياها: كنت من قبلُ إذا تعرضت لمنغصات في حيات…

كانت نقطة تحول هائلة في حياتي ! ولأني أحب لكم الخير كما أحبه لنفسي أشاطركم إياها:

كنت من قبلُ إذا تعرضت لمنغصات في حياتي أو رأيت الظلم والألم الذي يعاني منه البعض، جاءني سؤال: لماذا؟ لماذا قُدر هذا القدر؟

ما عندي من "قناعات عقلية" كان يسعفني ليُسَكن القلب، فأستحضر عظمة الله وحكمته وأقول لنفسي: لا بد من جواب وإن لم أَعْلَمه.

ثم لم يعد سؤال "لماذا" يخطُر إلا على سبيل تأمل ما يمكن معرفته من حكمة الله تعالى في أقداره...

وسُد باب التساؤل عن أقدار الله فيما عدا ذلك !

فكان بعد نقطة التحول هذه: الخير العظيم والنفع المتعدي لغيري.

هذا التحول لم أُرزقه إلا بالتعرض لبلاء شديد...علمت معه معنى العبودية، ومقام الألوهية، وحاجة العبد المضطر إلى الرب العظيم.

بلاء فهمت معه (وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه)، فلا السخط ينجي، ولا التشكك ينفع، بل لا بد من اللجوء والاستسلام !

يعلم الله كم فُتح علي من أبواب الخير بعدها!

فإذا أصابني في نفسي ما يؤلم ويحزن، نظرت فيما قصرتُ، وتحملتُ مسؤولية أخطائي، ودافعت البلايا بالأسباب المشروعة، واحتسبت الأجر، واستعنت بالله لأقلب المحنة منحة...

وإذا رأيت الظلم والقهر في غيري من الناس، فلا يشغلني إلا سؤال واحد: كيف يمكن أن أساعدهم وأخفف عنهم؟

أفعال الله: (لا يُسأل عما يفعل)، فله الحكمة البالغة وله المجد والثناء الحسن...المهم ما المطلوب مني أنا؟

يعلم الله كم رأيت في ذلك من بركات! وكم صار العمل القليل ينفع نفعاً عظيماً...وكم اطمأن القلب واستراح من جهة الله تعالى، وكم رأيت من كرمه ولطفه سبحانه...

كنت قبل هذا التحول أقنع نفسي بحكمة الله، وأدافع ما يطرأ من تساؤل عن القدر، وتقف القصة عند هذا الحد وأرى أني انتصرت...

أما الآن، فما عدتُ أحتاج مدافعة التساؤلات ولا استحضار القناعات، فباب التساؤل عن أفعاله سبحانه مسدود تماماً، والطاقات مدخرة فيما علي فعله، فانفتح لي من ذلك آفاق عظيمة كانت محجوبة، وأفهمني الله من حِكَمه في البلايا ما لم أكن قد فهمته ولا خطر لي ببال.

فلكل من يتشكك في حكمة ربه: كل الأدلة ناطقة بأن ربك عز وجل أحكم وأعلم وأعظم وأرحم، وما لم يُكشف لك من ذلك فلقصور عقلك وقلة فهمك عن ربك...فسُد الباب تماماً، وأطلق طاقاتك فيما ينفع، وانظر إلى عطايا الله بعد ذلك كيف تكون!